هذا هو الحب، فهل تقدر على هذا المقام؟!
لن أقول لك: إنك الرندة الرائعة .. والنرجسة
البيضاء والفرحة الكبرى .. وسحر الفردوس .. وأن حنيني إليك أجن من حنينك إليّ ..
وأن نيران بعادك لا منتهى لو حشيتها .. وأنني أكتوي بها كل يوم مليون مرة ..
ويلتهمني حريقها إلى درجة الضياع والتلاشي في هواك!!
لن أقول لك: إنني بقدر ما تجرعت (المُرّ) من
هذا البعاد، بقدر ما عمت أن حبنا أرسخ من أعتى الجبال .. وأن الدنيا تزول وهو لا
يزول!!
لن أقول لك: إنك رعشتي وخفقة فؤادي .. وأنك
واحتي ومستقبل أمجادي .. وأنك ازدهاء الامل وحرائق الشوق .. وبك بدأ ميلادي!!
لن أقول لك: لو تجسد الجمال مخلوقاً لكان انت
.. ولو مزجت عيون الجميلات الساحرات في عينين لكانت عينيك .. ولو انصهرت الاضواء
البوارق والسناء والازدهاء واجتمعت لطواها جبينك .. ولو اجتمع مسك الدنيا، وذابت
أزاهير الوجود واختلطت عطور الكون، لما حاكت نفحة من عطرك .. ولو اجتمعت الشموس
والأقمار والنجوم والكواكب لاختفت أمام وامض بسمة من ثغرك او لفتة من عنقك!!
لن أقول لك: إنك عندي الحد الأعلى في كل
فضيلة .. والمثل الأسمى لكل جمال .. وأنك عندي رمز الطهر والنقاء .. ومرادف العفاف
والوفاء .. وانك الأتجم الزهراء وعين الصفاء، ونبع الحياء .. وصحو الأجواء ..
والري والرواء!!
ما أروع إخلاصنا لمن يستحقون ..!! انهم
يروننا ننزف حتى الموت ..!! وهم بلا فجيعة بين يدي آخرين يتلهون بهم ويلهون!!
شجرة الحب .. وأعاصير اللوعة ..والشاطئ
البعيد!!
الكاتب لا يستطيع إعادة تشكيل امرأة إلا إذا
كان يمتلك إحساساً (ما) نحوها!
إتني بحبك أحاول ايجاد حرف جديد في اللغة ..
ومساحة جديدة خضراء في الارض .. وتخليق نجم مضئ كالشمس ..دافئ كالنهر!
الأمل يختلف عن الحلم الذي يؤرجحه الجفن، وعن
الخيال الكسول؛ فهو يمنحنا قيمتنا الكبرى بدفعنا للنضال؛ ولأن نختصر الحياة كلها
في لحظة بطولة.
أرحل .. ولم أقل شيئاً بعد برغم كل ما قلت!!
محبوبتي: أن تصبحي قرينة (لقمان) بالحكمة
والعلم والفضل، وأن تصبحي قرينة (أفلاطون) بالعقل والفطنة، وان تدرسي ألف قرن من
الزمان؛ فسيبقى الفارق بيننا متمدداً: فأنا (الأستاذ)، وانت (طالبة العلم).
الرحيل المرير الى (لا عنوان)!
واليوم تصالحنيني بأحلى الكلمات .. وبأغلى
وعد ..
وتلتمسين منى العذر!! .. وكيف لا أغدرك؟! ..
وأنت التي علمتيني الصفح وزرعت في صفاء النفس!!
وتطلبين الوصال والحب؟! .. وكيف لا امنحك
إياهما وهما من نبعك الطهور..
كل الوجد والقلق والألم راح بمجرد أن سمعت
صوتك الهامس الحالم .. جسدي المريض ونفسي العليلة عادت إليهما الحياة ..
أصغت روحي لألحانك مرة أخرى!! وكيف لا؟! ..
والحنين هو هو .. مشتعل بكل قلبي!!
قد يكون ك العذاب (كامناً) في (لحظة سرور)
معينة، تلبس قناع (الابتسام)، وهى تخفي (الوجه الحافل بالمأساة)!!
همسات فؤاد وغناء روح في جنة التلاقي!!
أنا نفسي لست أدري لماذا أريد الرحيل وأنا
أعلم أنه لا فائدة منه .. فأنتِ روحي ونفسي وعقلي وقلبي .. فهل هناك من يهرب من
ذاته؟! ..
عندما كان يتوه مني الطريق، وتمتد أمامي
المسافات وتصبح الرؤى لانهائية؛ يأتيني صوتك حاملاً ضوء الصباح وأنفاس البحر،
فأرفع الجبين وإذا بي في الدرب الصحيح أسير!!..
عندما كنت أنزف حزناً على طول البعاد، وتنبعث
صرخاتي المكتومة زلزالاً يفجر بنفسي ونفسك كل الحقائق، فتنصهر، وتتحول إلى حقيقة
واحدة هى أن حبنا أبدي، خالد، لا يبيد!! تجددين العهد، بدوام الحب، مهما تتعاظم الأشجان،
وتتكاثر الأحزان، وترتفع الأسوار، ويصمت بين المحبين الحوار ..
وساعتها تزول كل مخاوفي .. ويعلن (قلقي)
التسليم (لجيوش) الطمأنينة، التي تسكبينها في قلبي، بهمسك الساحر، وصوتك الدافئ،
ووهج عينيك المشع البراءة والطهر والعفاف، فأعالنك من اليوم بكِ وبوعدكِ (لن
أخاف)!!
كل (الأمل) يصاب بالإحباط، وكل (تطلع) يصاب
بالخيبة، وكل (حركة) تنتهي (بالفشل) يثير في نفسي شفقة حادة وإحساساً محرقاً ..!!
هل يمكننا إمتلاك أحلامنا كما نمتلك واقعنا
ولو بالتضحيات؟!
حتى الصمت قد يبعث فينا أشواقاً بلا حدود
ويعلمنا دون حرف او لهجات دروس العمر.
يوم نصبر عن أحبائنا برغبتنا نموت ألف مرة كل
لحظة، ويوم نصبر علهم رغماً فإننا نكون قد توسدنا القبر.
الدموع تصرخ دون كلام، وتتكلم دون صراخ، وهى
أحلى لهجة عند التنائي والتلاقي والخصام والاشتياق.
يوم تذوب ليالي الوجد بكلمة من أحبائنا!!
يقول الرفاق: في ناظريك صورة محبوب كأنه
الفجر عاطر الأنداء ..
قُلت: خفق القلب لا يستر حباً؛ كالبدر يخترق
الغيم بالسماء!!
وتأكدت أن ميلادي الحقيقي بدأ من يوم عرفتك،
وتجذرت نبتة هواك بأعماق كياني!! وأزهرت وأحضبت وأثمرت حُباً لا كالحب .. ونغماً
لا كالنغم .. وهمساً لا كالهمس .. وأشياء وأشياء لا يمكن أن تُقال!! فقط تُحس!!
وبالوهم اطعمك بيدي يا ناعمة الشفتين يا أحلى
الاساطير؛ فتتبسمين إبتسامة يغار لها إشراق الشمس، ويود ضوء القمر لو أنه انبعث من
بين ثناياك لا من هذا الجرم السابح في الفلك!!
انت سحر كل نهار .. وزمن الفرحة والأمان لعمر
تعود الفجائع والقلق وأنت سوسنة الواحات .. والمطر البارد في لافح الحر .. فماذا
يا ترى أعني أنا بالنسبة لك؟!
اللقاء بعد الغياب نشوته اسمى واحلى من كل
لذائذ الحياة!!
لو تحولت (البحار) و(المحيطات) إلى [قيعان]
بلا ماء؛ وسكبت بها [عواطفي]؛ لـ (فارت) وغدت (طوفاناً) يغرق الدنيا!!
أنظر في كل مكان أذهب إليه يمنة ويسرة؛
فيقولون: من تترقب؟! أقول: أجمل واحلى وأعذب واغلى من خلق الله منذ أبدع كونه وإلى
يوم الحساب!!
فهمهما كانت روعة العطر في (السويد) والزهر
في (بلجيكا) والورد في (هولندا)!! لا استطيع ان اشم او انهل او استعطي بغير عطرك
وزهرك ووردك؛ لأنني لم أجد أروع منها!!
حتى (الليل) عندك و(النهار) لهما (لون) آخر
.. لون يرسم البهجة بالعيون، ويمنح القلوب الابتسامة التي لا تذبل!!
ان [البراءة] شئ رائع حقاً .. لكن بكل اسف لا
تحسن المحافظة على نفسها بنفسها.
لا تسألنيني عن حالي عند غيابك!!
وأنا معك اشتاق إليك!!
عند غيابك كان اصطناع السرور بالنسبة لي
مشكلة .. إنه لعبء كبير ان تبتسم وقلبك قتيل .. ان تقول: (الدنيا نور)، والوجود
احتوته عباءة الظلمات الحالكة!!
يوم يغيض بهاء الورد، ويشب الفطر باصطبار غير
عنيد بكل الكيان؛ ستدركين قسوة (سكب الماء الملتهب) على (الجراح العميقة)، وخطر
نثر (الملح) في العيون!!
يا أغلى ما بعمري: حاولت ان أنهي نفسي بواقعي
..
لكن عزيمتي امام هجوم طيفك لا تغيثني ..!!
تُشل ..!!
لا يمكن ان (نحُن) إلى (الماضي) إلا إذا
فقدنا حلاوة الإحساس بالحاضر
لو تعلم .. كيف أحبك؟!
ليالي الوجد التي عاينتها في عمري؛ فرت من
حياتي يوم سمحت لك بسكن أعماقي ..!!
أحببتك حباً لو كنت عنه؛ لنفدت أحبار الدنيا
ولعجزت الأقلام ..!! يوم عرفتك .. تحررت من القيود الحديدية التي كبلتني ..
محبوبتي: كما لا تشبع الروح من مائدة الحكمة،
لا يشبع قلبي الظامئ من نبع حبك الطهور؛ أما المعدة فيكفيها ربع رغيف من القمح او
حتى الشعير.
ألأنك واثقة من حبي .. تفعلين هذا؟!
قنبلة من الدخان فجرتيها في عيني .. لا أكاد
أبصر فيها من حولي .. تحولت ابتسامتي إلى (قطعة ثلج .. لا حرارة!! ولا حياة!!
وتحولت كلمتي إلى (صمت ميّت) .. كـ (صمت البراري بلا ناس)!!
نعم .. كُنا متخاصمين قبلها .. فهل هذا هو
التصالح؟! .. (بالفراق) .. فلسفة عجيبة يا محبوبتي ..
من تطبع بالرفعة والطهر؛ لم يجالس السفلة
ابداً، ولن يزرع مطلقاً غير بذرة العفة، وفي أرض من الحلال؛ ولو كان لا يقنع
بعنقود واحد. نعم .. حبذا الاثنان من طيبات الله.
ونطق (أبو الهول) .. فماذا فعلت؟!
ما أقبح عيوننا عندما تكون (فتانة بالحب)؛
(جاسوسة علينا)؛ تخبر (الأخرين) بـ (مكنونات القلب) وما (بأعماق الروح).
يا حبيبي .. لا يموت الحب!!!
تسكنين الذاكرة .. تسيطرين على كل عواطفي
ودقات قلبي .. تجرين بدمي وشراييني كأنك الحياة نفسها؛ أو الروح التي تمنحني
الحياة؛ حتى أصبحت متأكداً في (أنك) (أنا) .. في (أنك) (بي) .. بل أغلى (مِني
علّي)!!
يا أغلى من بعمري ..
مجرد سماع صوتك .. يذيب احزاني .. مجرد
رؤيتك؛ تجمد وتثلج صهد همومي .. فهل يموت الحب؟! .. أغمض عيني عن كثير من عيوبك،
وأتناسى أخطاءك القاتلة؛ وألتمس لها المبررات ويلتصق وجودي بوجودك دائماً .. فهل
يموت الحب؟! ..
يا محبوبي الغالي:
لــو يــعــرف الــنــحــل بــحــلاة
شــفــتــيــك لــــتــــرك
الــــورد وأتــــى إلــــيــــك
لكن خطأك أنت أكبر .. يا أغلى الحب!!
ومن قمة شعوري بكِ إلى سفحه .. حيث لا القمة
قمة، ولا السفح سفح!! فوجودك متوازن في كل كياني .. وهو وجود زرع نفسه زهراً
وفُلاً ومروجاً .. وندى .. وعطراً وسحراً!!
الإهمال يا محبوبتي يخلق سوء التفاهم بين
الأحباء!!
أعذريني .. تعبت من القبض على مصفاة واسعة
الثقوب، وجعلتيني أنزح بها من البحر كل الماء ..!! ويكبر حزني .. على الأزهار التي
ماتت بكفي، وإن كنت موقناً بحياة جذورها بروحي .. وتتوازن كل الأقمار في هذا الليل
الطويل .. والكبير ..!!
وكل ليلة أقول لنفسي: قد يأتي السحر بوجه
مختلف .. وبشرق الفجر بنور أوضح .. ويتبخر سوء التفاهم ..!! وأنام على ساعد الحلم
.. ولا افيق إلا على حقيقة واحدة: أنه حلم ..!!
يا أكبر حب في عمري:
يــا أعــدل الــنــاس إلا فــي
مــعــامــلــتــي فيك الخصــام؛
وأنــت الــخــصــم والــحــكــم!!
عندما يستكين القلب للحنين ..!!
وتعلن الحقيقة عن نفسها؛ بأن القلب مزروع من
ألفه إلى يانه محبة ووجداً وشوقاً
إذا كان الهدف هو (الأفق) دائماً، فمن غير المُجدي
التوقف وتأمل المسافات التي اجتزناها والمكان الذي نعبره، فالثانية الواحدة رأسمال
هائل في طريق تحقيق الآمال.
نعم .. بسببك أعيش في مشكلة!!
حروفي نابضة بك .. ألواني من وحي جمالك ..
إحساسي من وحي حبك .. مشاعري ملكك .. لهذا أرى أنك الوحيدة القادرة على حل هذه
المشكلة ..
يوم يزحف أحباؤنا على أبواب قلبنا بجيوش
قوامها: الحرقة والدمعة والرجاء الندم وكل الحب؛ فلا نفتح لهم، نكون قد بلغنا
الغاية في قبح المعاملة.
لو قلت: (أكرهك)!!
لو قلت (أكرهك) لن أسمح بقتل أحلامي مرتين ثم
الحزن عليها مجدداً .. فقد انتهت منذ كان عذابي الأول معك ..!! ولن تعذبني حيرتي
فلم يعد في حياتي متسع لعذاب!!
ولن أسمح لطيفك أن يزورني، لا صباحاً ولا
مساء ..
إذا كان العمر لحظة؛ فلن يكون (قصيراً) إذا
ملأناه بالحب.
وأسقي حبك من نهر أشواقي فتضحك لنا وروده!!
نعم .. أنا وأنت واحد ..!!
يا أغلى من بعمري: أنت وحدك منحتيني النعيم
قبل ان يأتي موعد الجنة ..!! ومنحتي حبي الخلد قبل ان نكون في دار الخلد؛ ورويتي
ظمئ بأنهار أنوارك؛ وفسرت لي كثيراً من أسرار الكون، وفقت الروعة بروعتك، وسبقت
الحُسن بحُسنك؛ وعلمت الجمال كيف يكون جميلاً ..!! حتى أيقنت أن الله قدير زقنا
فوق هذا الحب حُباً يمنحنا من شفافيته ما ندرك به كل معالم الكمال والحسن والروعة
في كل شئ!!
المنى (أمُ) ولود .. ومن عاش بلا مُنى فقد
تداعت أشجاره، وماتت وروده، وأغلى الأحلام تولد في مهد الأحزان، ويتحقق بعد أن
يصهرنا الصبر الجميل.
وهذه .. حكمة في الحب ..!!
تُرى أيكون حُبنا كهذا الصبار؟! .. يتحدى كل
شئ؟! يتعامل بكل الجدية والرقة واللطف حتى مع الموت؟! .. ويظنّ كل من حولنا أنه لا
محالة صائر إلى العدم؛ فإذا هو الحياة ذاتها متجسدة .. والروح نفسه متجسداً ..
والأمل عينة مولوداً من جديد؛ يبشر بحياة الأبد قبل موعدها، وروعة كل القادم،
حاملاً بشريات بلا حدود .. وعطاءات مشرقة لا يغيب نورها ..!!
أم يكون حبنا هذه الزهرة المتعوسة، التي
يحسدها الحاسدون فتذبل وينتظر لها كل الإشراق والتفتح فإذا هى (عدم في مهب
الريح)!! أو هباءة بلا قيمة ولا وزن في سماوات لانهائية!! تنطلق بلا هدف .. بلا
غاية .. بلا أمل!! تتخبط!! تموت كل لحظة مليون مرة!! ثم هى بعد: (لا شئ)!؟!
المرأة الصالحة مخلوق فيه من اللائكية
الكثير؛ لذلك هى أكثر المخلوقات طعناً وضرباً من الشياطين.
لو كنت (فتافيت ضوء) لأقترب من عيونك!!
محبوبتي وأبدع فيك اليوم صوراً أسطورية
ومع كل هذا أشحن قلمي بالشوق طراّك، وأسرج
خيول أفكاري للقائك، وأجدني أتمنى لو أصبحت (كُحل) عينيك؛ حتى أكون قريباً منهما
.. أنظر بأعماقهما .. أتأكد أأنا بعينيك .. مازلت ساكناً بقلبك؟! ..
محبوبي الأحب: لا فرق بيننا سوى أنك اكتسبت
لون وجهك من روعة السحر وإشراقة الفجر ووهج الضحى، أما أنا فمن سمرة الغروب ووخزات
الشوك وحرقة الدماء.
حتى (العتاب) فن يا حبيبي .. يا معاتبي!!
(العتاب) طريق الأمان في الصحبة .. وطريق
الأمان في المحبة .. فُخذ حبيبك إلى طريق الأمان، وانتبه إلى إشارات غضبه، ولا تته
معه وسط زحام العماء عن الحقائق ..
(العتاب) صرخة في وجه من لا تتوقع منه فعل
مالا تتوقعه .. والحبيب الحق هو من يتحمل صرختك .. وهى في نفسه كهمسة الندى للزهر
او الربيع للروض أو الغيوم للسماء!!
قد نحتاج لأنهار الدنيا كلها لإطفاء نار لا
تطفأ، لكننا نختصر المسافة والعمل إذا بللت امرأة واحدة تلك النار بدموعها، أو
سحرتها بفاتن عينيها.
معك أصبح لي في الحزن (مذهب)!!
يا أغلى من عرفت:
لا فرق عندي بي (لبنية عينيك) و (زرقة بحر
نيس) .. كلاهما يستهويه ابتلاع الأشياء .. وفيهما تضيع كثير من الحقائق!! ولأنك
تعمدت إضاعة الحقائق أو تجاهلها، لا أملك سوى (الهجر) ..!!
سأرحل عنك!! نعم أفكر في الرحيل .. ولن أعود
..!!
وإذا قررت (اللاعودة) .. فمعنى ذلك هو شئ
واحد .. أنه (اللاعودة) .. بكل معاني والمفاهيم والمقاييس!!
اطمئني .. فأنا أعرف كيف أصنع (أحلى حياة) في
(أقسى ظروف)!! وأنا أعرف كيف أنسى .. أو –على الأقل- أتناسى، وأهرب من كل (ما) أو
(من) أساء لي يوماً، أو أغضبي!!
أما ذكرياتك .. أما ما بقلبي .. فمجرد أشياء
سأجعلها تتأرجح بالنفس ولا تستقر أو تسيطر ..!!
سأتطلع صوب الغمام .. أعانق الأحلام .. ألاقي
وجوهاً مكشوفة، أو متشحة بالحرير .. ولابد لروح مثل روحي .. طهور .. من لقاء من
يشابهها ويروى ظمأها .. فهل أقول (وداعاً)!!؟
الطاعة بلا صدق وصفاء: عدم، ومزرعة الكذب لا
تثمر حقيقة واحدة، والمجرى الجاف لا يروي ظمأ ولا زهرة، وما أقبح استخدام السيف مع
غفلة المضروب به .. والقلب بلا حبيب قلب كسير؛ والقلب بلا حب، حَجَر على الصدر ما
أثقله من حجر!!
ربما .. يكون الموعد قد (فات) ..!!
لم أعد أريد منك شيئاً ..
يا أنت .. ألحان هواك الخالدة صارت أنا شيد
حسرات؛ تجرعني اللوعة، وتسقيني الألم وتغازل كوكب نحسي!!
يا أغلى من بعمري:
لن أنوح خلف مواكب ذكراك التي أعلم أنك
ستحشدينها نحوي ..!!
لن يهتز قلبي لرسائل قد تبعثينها؛ لأنه طالما
اهتز ترقباً ولو لواحدة منها، فما كان يقبض إلا على السراب .. وما كان ينام إلا في
أحضان الألم والانتظار اللانهائي ..
يا محبوبي الأحب:
أريد لقاءك فإذا التقينا .. تكالمت الضمائر
في الصدور أمور ليس يعرفها سوانا .. يحار لفهمها نظر الخبير!!
قبل آخر الكلام ..!!
لكن ليت قلوبنا بأيدينا .. فما دامت بأيديهم
سيظل الجرح نازفاً .. حتى يدركنا الأجل .. فحتى لا تتعذب إجعل قلبك في يديك، ولا
تجعل يدك مغلولة إلى قلبك، واجعل العقل حاكماً على القلب .. لا تتعذب.
أهون على الإنسان الصادق الحب ان يعصر عينيه
ويفقأها بيديه، من ان يعصر حبيبه قلبه بالعذاب والخداع.
حتى صمتك يا حبيبي يوقظ في الأشواق!!
روعة الحياة أن يتحكم (عقلك) في (قلبك)
و(شعورك) في (خيالك)، والويل لك إن كنت من أرباب العكس.
مع كل الأسى .. الحب مني .. وكان وقف التنفيذ
منك!!
وأقول لك ما قاله من قال:
أجــــل ..!! انــــــت
فــــــاتـــــنـــــــــة
لــكــن عــزة الــنــفــس لــي أفــتــنــا
وإن كــان عــنــدك ســحــر
الــجــمــال فــســحــر
الــرجــولــة عــنــدي أنـــا
وأذكرك .. بأنه يحدث أحياناً ان يقتل أحدهم
حبه الأعظم بيديه .. ثم يبكي طول العمر عليه!!
ترى هل تكونين أنت .. أنت؟! التي قلت فيها من
قبل (صعب هذا الشئ!! أن تجد من يحبك كل الحب وتحبه أخلص الحب وأصعب منه أن تكون
بحاجة إليه)!
ترى يا من أصبحت حبيبي هل تصبح (من كنت أظنه
حبيبي؟!) أم ستكون أنت (من أصبح حبيبي للأبد؟!)
من الشدائد القاتلة: اختفاء الفرح في أيام العمر،
ومن المصائب الرهيبة: إضرام الشئ في مزرعة الأمل.