السبت، 18 يونيو 2011

اخـبـز رغـيـفـك


طالما عانى الكائن الحى المصرى من ازمات كثيرة ومتعددة لا حصر لها وكأن لم يكن هناك شيئ منفرج وابواب منفتحة في وجهه ابداً و من اهم هذه الازمات "طوابير العيش" والتى تقام اما مخابز عديدة متفرقة على مستوى جمهورية مصر العربية وهى تشبه الحفلات والمهرجانات فى احيان اخرى ولكنها من نوع خاص يحضرها كل افراد الاسرة وليس للمرح والترفيه ولكن لفعل خدعة خبيثة و هى ان كل فرد يأخذ الحد الاقصى المفترض وبذلك تحصل الاسرة على اكبر عدد ممكن من الخبر ... يا الهى من تلك الحيل الجهنمية!!

فى اثناء الثورة الينايرية تفاقمت الازمة و لم يكن هناك طوابير ولكنها ظهرت وكـأنها تلال من البشر يقفون فوق رؤوس بعضهم البعض يتسابقون فى ماراثون الخبز وذلك بسبب ان كان هناك حظر تجول مما جعل الناس يتفننوا فى "شفط" المنتجات و السلع الغذائية والعيش بأنواعه واشكاله ذلك من تارة ومن تارة اخرى هو ان مُلاك الافران كانوا يطلعون بسبوبة حلوة من خلال بيع الدقيق فى السوق السوداء او كان البلطجية "شيوخ المناطق والمنصر" يفرضون الاتاوات واصحاب الافران يمتنعون فتقوم حروب وتظهر الاسلحة. ولم يمر الكثير وبدأ رغيف الخبز فى الاختفاء حتى اصبح يشبه اللقمة ويأخذ منك رغيف ضريبة على العدد او على حسب من الممكن ان يأخذ رغيفين انت وحظك وسلامة نيتك.

بعد الثورة يلتقون بعض وسائل الاعلام واناس على اد حالهم فى بعض ايام "الجمعة" ذات الاسماء الرنانة واول شيئ يتكلمون عنه انهم لا يوجدون رغيف العيش يابنى وكأن النظام السابق كان مصدر القمح ولكن ما علينا. هناك جهود كبيرة لحل ازمة الخبز المتغلغلة منذ سنوات فى ارض مصر الاقتصادية والغذائية مثل ارتفاع سعر اردب القمح و شرائه من الفلاحين المصريين لتشجيعهم على زراعته بنفس مفتوحة وزيادة الرقعة الزراعية لزراعة هذا الدهب الاصفر واهب الحياة لبطون المصريين.

عندما انظر الى رغيف الخبز واسرح معه واحلم ان يكون اكبر من حجمه الحالى وان يكون خالى من التراب ونشارة الخشب و احيانا اعقاب السجائر التى ترسى فى "قعر" الرغيف وانت وحظك فما تعثر عليه فى هذا الخبز المُرزق وجائت ببالى فكرة اخبز رغيفك وهو ان يكون هناك ابونيه ويضاف على بطاقة التموين ولكن عند الاستلام لم يكن مخبوز وجاهز وسخن وحلو كده .. لا، وانما سوف تستلم "شوال" الدقيق وتأخذه على منزلك تفعل به ما شاءت وتخبزه بالمقاس المناسب لك بدون تعب وطوابير و هم ما يتلم.

و لكن – الحمدلله – قامت الدولة وبالاخص وزارة التضامن الاجتماعى بخطة دعم جديد نوفى يمكن ان تساعد فى حل الازمة ايضاً المهم ان نلغى الطوابير وازمات المخابز وحصص الدقيق، وبالرغم من ان شكل الطابور شيئ اساسى فى حياتنا اليومية لكننا حتى الآن لا نعرف ان نحافظ على شكله فى خط منتظم و مستقيم ولكننا نحب الفوضى والهيصة وان يعطى شكل الكوم ويجعل من ينظر اليه من بعيد يرتجف خوفاً ان يقترب، بالرغم انه لو اقترب سوف يرى الموضوع سهل وحلو ولطيف، ها يا بيه عايز بكام؟ وانتى يا مُزة يا ام ابتسامة حلوة عايزة كام رغيف؟