الخميس، 14 يوليو 2011

فين رُخصّك؟ (2)


ايماناً منا بقدسية النظام فى مصر و لأنه مقدس يبقى لا يجوز استخدامه فأصبح ملوش اى وجود فى حياتنا تماماً فظهر  لكل شيئ رخصة للتنظيم مثل: رخصة قيادة، رخصة ممارسة الارشاد السياحى، رخصة تعليم (لم تنفذ الحمدلله) و اخيراً رخصة قيادة دولية للحاسب الآلى -  يا سلام يا ولاد – بعدها تأخذ جهازك وتلف بيه فى الشقة. و من اللازم ان تأخذها قبل ان تخرج او انك سوف تخلد فيها و ايضاً تم فرضها على بعض الموظفين و المدرسين و يا سيدى على الشايب لما يروح الكُتّاب، و يبدأ البحث عن قريب او معرفة او حتى غريب لكى يأخذ شهادة مضروبة ونمشى الامور ومتقولش لحد.

من المفترض ان تأخذ هذه الرخصة من الجامعة التابع لها اذا كنت طالباً و للموظفين فهناك اماكن محددة لهم يأخذونها كمنحة لتسهيلها عليهم وايضاً فى الجامعة النظام كذلك للجميع حتى الخريجيين الا طلاب الفرقة الرابعة "الغلابة" يا عينى عليهم، اى من تفاجئ بهذا القرار سوف يكوع من جيبه لكى يستطيع الخروج من الجامعة والالتحاق بدكة الخريجيين او العاطلين – مش فارقة كتير -.

تيسيراً منهم على الكتاكيت الخريجيين قامت بعض الشركات والمكاتب مجهولة الهوية بالتلصص على الارقام الخاصة بالطلاب و الاتصال بهم و زغللة اعينهم بمجانية الدورة التدريسية لمنحة رخصة قيادة الهبل ع الشيطنة و كل ما عليك هو ان تقدم وتدفع و بعد ان يتم جمع الاموال من فرقة او فرقتين بأكملها يرفع شعار "أمك فى العيش ولا طارت!"

و بما ان ما باليد حيلة و لابد ان يكون معك رخصة و يقول لك فرد الامن و انت خارج على بوابة الجامعة "فين رُخصّك؟" و اذا لم يجد معك الرخصة فسوف تجلس محبوساً بالداخل حتى تقدم رُخصّك، و تخرج منها على خير ونقولك لك "كفارة يا معلم."

السبت، 9 يوليو 2011

رسالة وداع الى جامعة عين شمس


جامعة عين شمس تعتبر ثالث اقدم جامعة مصرية، تأسست فى يوليو 1950 تحت اسم "جامعة ابراهيم باشا". تشاركت مع الجامعتين – جامعة القاهرة او فؤاد الاول و جامعة الاسكندرية او فاروق الاول – فى انجاز رسالة الجامعات واحتوت الطلب المتزايد من شباب التعليم العالى وشملت عدد من الكليات والمعاهد الاكاديمية التى طورت مؤخراً فى الجامعة و تعد الجامعة من الجامعات العربية المرموقة.

بعد ثورة 23 يوليو 1952، اقترح ان تكون اسماء الجامعات المصرية لها جذور ومعالم تاريخية من البلاد هكذا فى 21 فبراير 1954 تغير اسم الجامعة الى هليوبوليس، و بعد ذلك تغير فى نفس السنة الى اسمها الحالى عين شمس، الاسم العربى لهليوبوليس او اون التى كانت اقدم جامعة فى التاريخ. جامعة اون تأسست من حوالى 5000 آلاف سنة مضت، و كان عندها شهرة واسعة و مركز من المعرفة و التعلم خصوصاً فى علم الفلك و الهندسة و الطب.

شعار الجامعة هو المسلة و الصقران، يؤسس رابطة بين الاسم و التاريخ القديم للجامعة تمثل المسلة بيت الحياة فى مدينة اون بينما الصقران يرمزان لبيت الآله المصرى فى ذلك الوقت. ان الجامعة الآن واقعة فى منطقة قصر الزعفران، الذى بنى اثناء حكم الخديوى اسماعيل سمى القصر بهذا الاسم لأن المنطقة المحيطة به كانت مشهورة بمزارع نبات الزعفران.

منذ اربع سنوات عندما دخلت الجامعة لاول مرة بكل فرحة بعد تعب عامين كاميليين من الثانوية الجاحدة على امل اننى سوف اكمل مسيرة المذاكرة بنفس الطريقة و لكن سرعان ما ريحت و خدت على الانتخة شوية شوية بدأت اعمل نفسى مش واخدة بالى من مواعيد المحاضرات و بدأت اشاهد المظاهرات التى كنت اشاهدها فى التلفاز – اية التلفاز ده قصدى التليفزيون يعنى – او اسمع ان هناك تظاهرات فى الجامعة و اول مظاهرة شاهدتها كانت اخوانية احتجاجية على ما حدث فى انتخابات اتحاد الطلاب، الانتخابات التى كانت لا تجرى او يأخذ بها من الاساس و أدت الى مشاجرة امام قصر الزعفران و تتوالى الاحداث، و الحكايات لا تنتهى.

عندما جاء آخر يوم فى الدراسة شعرت بحنين وارتباط بالمكان و كأنه منزلى الذى ارتاح فيه يوجد به اهلى و هم زملائى حتى من لم يكن لى معهم كلام او لا احب ان انظر فى وجههم و لكن كما تعرفون جيداً ان العشرة متهونش الا على ولاد الحرام و ربنا يكفينا شرهم.

و كما يقال من البعض ان جامعة عين شمس يخرج منها العظماء، عندما التحقت بها كان بها رئيس ابن حلال بعد عامين اصبح وزير التربية والتعليم و جميع اولياء الامور والطلاب دعوا عليه بعدد شعيرات اجسادهم و ليس شعر رأسهم فقط -  عشان تعرفوا بس احنا كنا مستحملين اد اية – و تركت الجامعة مع رئيس لم يلزق على الكرسى الا لمدة عام واحد مع القليل من الاشهر البسيطة فقط و اتذكر انها افتتح هذه المدة بحضور مسيرة صامتة تضامناً مع الاخوة الفلسطنيين. و بعد قيام الثورة ونجاحها واعتبره "مبارك" الجامعة، هناك مجهودات من الطلبة ان يرحل و ان توضع لائحة طلابية جديدة التى تعتبر كالدستور الجامعى ... الله معاكم ويقويكم على العظماء.

اخيراً ... الوداع يا جامعة عين شمس

الجمعة، 1 يوليو 2011

احترس! المسلسلات فيها هبل قاتل


تذكر متى اتكعبلت فى مسلسل كانت فكرته جديدة، متى شاهدت مسلسل مكتمل الجوانب فى ان تكون فكرة جديدة او قضية مجتمعية و فريق عمل جيد وممثلين قادرين على التقمص و ليس هناك سقاطات فى طريقك و انت ماشى؟ خلاص خلاص مش هتفتكر، متوجعش دماغك.

كِثر عدد المسسلات بلا فائدة، الاحداث واحدة ومتشابهة الى حد كبير و اللى ينقطك بقى يا جدع عندما يدور محور المسلسل فى اسرة او مجموعة من "كريمّة" المجتمع هؤلاء المواطنين الذين يحملون همّ طائراتهم الخاصة اذا كانت جاهزة للسفر الى باريس ام لا و متى هو موعد عرض الازياء عشان طنط سوسو عايزة تروح معانا وكأنهم يخرجون السنتهم لأعرض طبقة فى المجتمع الذين يشاهدون المسلسلات للتخفيف عن همومهم و لكن بتلك المشاهد يشعرون انهم خارج نطاق الحياة.

هل من الطبيعى ان يظهر ثمانون مسلسل فى نفس ذات الوقت و يوجد منهم حوالى خمسون متشابهين فى الافكار و الاحداث والممثلين انفسهم ويظهرون فى نفس الادوار والشخصيات؟ بالتأكيد الاجابة انه شيئ ليس طبيعى بالمرة، انه علامة من علامات الهبوط المفاجئ فى الابداع الفنى المتقوقع داخل نفسه. و عندما يظهر احدهم فى برنامج تليفزيونى لا يجرؤ ان يقول انى احب التميز والتنوع فى ادوارى لانه هيكون بيمثل علينا طبعاً و كم هو مبدع ان يمثل فى المسلسلات والبرامج ايضاً يا له من موهبة فذة.

فى عرض افكار او قضايا وطنية داخل المسلسل من دول تجد ان احساس الممثل مفتعل و كأن الوطن ليس وطنه لإن مثل هذه الأشياء لا تحتاج الى تقمص وتشنجات وتعبيرات وجه غير جادة و للاسف تلك الاحساس يوصل للمُشاهد و فى بعض الاحيان عندما يظهر وطنيته و حبه تجد فيها القليل من التمثيل و التقمص مثل ممثله المفضل ويلقى بالكلمتين من بتوع المسلسلات وشكراً.

تلك المسلسلات و افكارها المتشابهة و التى 80% منها مجرد احداث اجتماعية لا جديد فيها مثل ما تسمع من الممثلين و الممثلات فى الكواليس انه قبّل هذا الدور لان الورق مكتوب حلو جداً و عندما يخرج المسلسل من الفرن لا تجد فيه الجديد او ما هو "حلو" بالقدر الكافى لكى يبهرك و يجذبك لكى تشاهده. كان نتاج هذا الافتعال والهبل هو خروج بعض الممثلين بتصريحات قد تؤدى الى الشلل – و لو ربنا بيحبك يبقى اكيد هتضحك لحد يا قلبك يقف – فى قضايا لا يفهمون فيها ولا يفقهوا شيئاً ويقولون ان هذا رأيهم، اذاً قل رأيك فى بيتك وسط أهلك، لماذا تخرج تقوله على الملأ لذا فإن من حق اى مواطن آخر ان يخرج فى وسائل الاعلام و يقول رأيه ولا انت على راسك ريشة مثلاً.

و بالرغم من ان الجمهور هم اساس اى فنان اياً كان مجاله الا ان عندما وقعوا فى الفخ سارعوا فى "المعافرة" بإنتقاد الجماهير المُناقدة لهم و كأنهم جميعاً اعداء انفسهم لانهم يقضون على ما تبقى لهم من جماهير و صيت. فاحترس ان المسلسلات تحتوى على هبل قاتل واحياناً الافلام وقد يؤدى الى الوفاة او التخلف الاجتماعى.