الاثنين، 3 ديسمبر 2012

الطوابق الخرسانية

لكل منا ذكريات طفولته الخاصة به أياً كان مكان معيشته وصندوق اسراره او مكان اختفاء واعتزاله عن العالم وجلوسه مع نفسه والحكم على كل من حوله مثل والديه، اخوته، اصدقائه، زمائل الدراسة وهناك دائماً تلك الدُمية 
المفضلة صديقة الطفولة والأقرب إليه من الجميع.

كانت هى كذلك، منذ نعومة أظافرها وهى رومانسية حالمة تهوى خيالها وما في من افكار وتميل إلى الوحدة والاختلاء بنفسها وهى طفلة شقية تهوى اللعب واللهو مع اقاربها واصدقائها. ولكن هناك دائماً وقت للحكم على جميع مواقف الجميع معها سوياً مع دُميتها وتقول تعليقاتها على كل واحد على حدة وتشكر من هو له تأثير إيجابي في حياتها وتعاتب من يؤلمها ويعكر عليها صفو طفولتها الحالمة وعالمها الخاص الذي تدخله عندما يأتي موعد الخلود وقبل ان تغفي من الضروري ان تضع لنفسها مغامرة جديدة مع شاب وسيم تقابلت به في احدى الشوارع أو أحد الممثلين حتى ولو كان يكبرها في العمر.

كان هناك دائماً مكانها المظلم ... نعم، مُظلم، طفلة لم تتعد السابعة من عمرها لا تخشى الظلام ولكن بالعكس تعشقه وتجد نفسها فيه ضاربة بعرض الحائط قصص العفاريت والجان واللصوص وهناك ايضاً نافذة تطل على أرض فضاء وبعض من الأشجار والخضرة التي تحب ان تتأملها من الحين للأخر وتنظر إلى القطط المتسللين الباحثين عن طعام وكانت لا تتوانى عن مساعدة وإلقاء الطعام لهم ولا يقدر بثمن شعورها بالسعادة وهى تطعم مخلوق رقيق مثل القطط الذين فيما بعد كانت تعتبر نفسها من فصيلتهم ولكن في صورة إنسان.
كان هناك من كان يبعث لها رسائل بصافرة مميزة وكانت ترد عليه بنفس الصافرة وكانت تبحث عنه بعض الأشياء عندما تفتقده ولم يبدأ هو بالرسائل وكان لهم صدى صوت في وسط تلك الأرض الفضاء التي ظلت صندوق اسرارها السحري الذي لم ولن يعرف عنه أحد حتى عندما اعتزلت وضع المزيد بداخله، كانت من الوقت للأخر تقوم بفتحه والغوص في ذكرياته.

جاء الوقت وأصبحت تلك النافذة بمثابة ألم نفسي بعد أن شب به الحريق وأصبح مجرد أطلال ومجرد ذكرى سيئة لذكرى الحريق والمعروف إن أثرها النفسي سيئ على أي شخص مهما كان متزن نفسياً، إما هى فكانت تعاني من الكثير وأنتهى الأمر بسد هذه النافذة وأصبحت مجرد جدار تنظر إليه وتركز حتى ترى نفسها صغيرة وضفيرتها تنسدل على ظهرها ودموعها الغزيرة تغطي وجنتيها لأن والدتها قد تعدت عليها بالضرب دون أدنى سبب يذكر وتشكر والدها الذي دافع عنها واحتضنها.

برغم صغر سنها ولكن كانت تنفهم كبر سن والدها الذي من الممكن أن يتوفى بين الحين والآخر وحتى لو ان "الغرافة" طمأنته أنه سوف تتوفاه المنية عن سن الخامسة والثمانون أي بعد العديد من السنوات التي لم تأت بعد وكانت تنعي حظها وقدرها الذي سوف يأخذ بوالدها الطيب الحنون ويبقى على والدتها التى هى سبب عزلتها وحزنها.

بعد تلاشي النافذة، أصبح النظر إلى الأرض الفضاء مناسبة بالنسبة لها، تنظر وتستعجب على الزمن سريع النفس الذي يجري بها وبعمرها وبذكرياتها وبدأت اولى مواقف الغدر وهى ان جزء من الأرض يتم بنائه وبدأ تتلاشى نسائم الماضي والذكريات واختفت تماماً عندما تم بناء الجزء المتبقي وأصبحت تشعر بأختناق أنفاسها عندما أختنفت نسائم ذكريات طفولتها التي كانت عزائها الوحد وتغيرت معالم كل شيئ من حولها وأصبحت مجرد كلماتها تقولها في سريرتها دون ان يسمعها أحد غير وجدانها.

تلاشت النافذة .. تلاشى الفضاء .. اختفى راسل الرسائل الصوتية ولم تعرفه بعد .. وتبدل بطوابق خرسانية لم اي نوع من النسمات 

السبت، 1 ديسمبر 2012

يا من كنت حبيبي - إليك همس سحر "الجزء الثاني"


                                                                                                                   
هذا هو الحب، فهل تقدر على هذا المقام؟!

لن أقول لك: إنك الرندة الرائعة .. والنرجسة البيضاء والفرحة الكبرى .. وسحر الفردوس .. وأن حنيني إليك أجن من حنينك إليّ .. وأن نيران بعادك لا منتهى لو حشيتها .. وأنني أكتوي بها كل يوم مليون مرة .. ويلتهمني حريقها إلى درجة الضياع والتلاشي في هواك!!
لن أقول لك: إنني بقدر ما تجرعت (المُرّ) من هذا البعاد، بقدر ما عمت أن حبنا أرسخ من أعتى الجبال .. وأن الدنيا تزول وهو لا يزول!!
لن أقول لك: إنك رعشتي وخفقة فؤادي .. وأنك واحتي ومستقبل أمجادي .. وأنك ازدهاء الامل وحرائق الشوق .. وبك بدأ ميلادي!!
لن أقول لك: لو تجسد الجمال مخلوقاً لكان انت .. ولو مزجت عيون الجميلات الساحرات في عينين لكانت عينيك .. ولو انصهرت الاضواء البوارق والسناء والازدهاء واجتمعت لطواها جبينك .. ولو اجتمع مسك الدنيا، وذابت أزاهير الوجود واختلطت عطور الكون، لما حاكت نفحة من عطرك .. ولو اجتمعت الشموس والأقمار والنجوم والكواكب لاختفت أمام وامض بسمة من ثغرك او لفتة من عنقك!!
لن أقول لك: إنك عندي الحد الأعلى في كل فضيلة .. والمثل الأسمى لكل جمال .. وأنك عندي رمز الطهر والنقاء .. ومرادف العفاف والوفاء .. وانك الأتجم الزهراء وعين الصفاء، ونبع الحياء .. وصحو الأجواء .. والري والرواء!!

ما أروع إخلاصنا لمن يستحقون ..!! انهم يروننا ننزف حتى الموت ..!! وهم بلا فجيعة بين يدي آخرين يتلهون بهم ويلهون!!

شجرة الحب .. وأعاصير اللوعة ..والشاطئ البعيد!!

الكاتب لا يستطيع إعادة تشكيل امرأة إلا إذا كان يمتلك إحساساً (ما) نحوها!

إتني بحبك أحاول ايجاد حرف جديد في اللغة .. ومساحة جديدة خضراء في الارض .. وتخليق نجم مضئ كالشمس ..دافئ كالنهر!

الأمل يختلف عن الحلم الذي يؤرجحه الجفن، وعن الخيال الكسول؛ فهو يمنحنا قيمتنا الكبرى بدفعنا للنضال؛ ولأن نختصر الحياة كلها في لحظة بطولة.

أرحل .. ولم أقل شيئاً بعد برغم كل ما قلت!!

محبوبتي: أن تصبحي قرينة (لقمان) بالحكمة والعلم والفضل، وأن تصبحي قرينة (أفلاطون) بالعقل والفطنة، وان تدرسي ألف قرن من الزمان؛ فسيبقى الفارق بيننا متمدداً: فأنا (الأستاذ)، وانت (طالبة العلم).

الرحيل المرير الى (لا عنوان)!

واليوم تصالحنيني بأحلى الكلمات .. وبأغلى وعد ..
وتلتمسين منى العذر!! .. وكيف لا أغدرك؟! .. وأنت التي علمتيني الصفح وزرعت في صفاء النفس!!
وتطلبين الوصال والحب؟! .. وكيف لا امنحك إياهما وهما من نبعك الطهور..
كل الوجد والقلق والألم راح بمجرد أن سمعت صوتك الهامس الحالم .. جسدي المريض ونفسي العليلة عادت إليهما الحياة ..
أصغت روحي لألحانك مرة أخرى!! وكيف لا؟! .. والحنين هو هو .. مشتعل بكل قلبي!!

قد يكون ك العذاب (كامناً) في (لحظة سرور) معينة، تلبس قناع (الابتسام)، وهى تخفي (الوجه الحافل بالمأساة)!!

همسات فؤاد وغناء روح في جنة التلاقي!!

أنا نفسي لست أدري لماذا أريد الرحيل وأنا أعلم أنه لا فائدة منه .. فأنتِ روحي ونفسي وعقلي وقلبي .. فهل هناك من يهرب من ذاته؟! ..

عندما كان يتوه مني الطريق، وتمتد أمامي المسافات وتصبح الرؤى لانهائية؛ يأتيني صوتك حاملاً ضوء الصباح وأنفاس البحر، فأرفع الجبين وإذا بي في الدرب الصحيح أسير!!..

عندما كنت أنزف حزناً على طول البعاد، وتنبعث صرخاتي المكتومة زلزالاً يفجر بنفسي ونفسك كل الحقائق، فتنصهر، وتتحول إلى حقيقة واحدة هى أن حبنا أبدي، خالد، لا يبيد!! تجددين العهد، بدوام الحب، مهما تتعاظم الأشجان، وتتكاثر الأحزان، وترتفع الأسوار، ويصمت بين المحبين الحوار ..

وساعتها تزول كل مخاوفي .. ويعلن (قلقي) التسليم (لجيوش) الطمأنينة، التي تسكبينها في قلبي، بهمسك الساحر، وصوتك الدافئ، ووهج عينيك المشع البراءة والطهر والعفاف، فأعالنك من اليوم بكِ وبوعدكِ (لن أخاف)!!

كل (الأمل) يصاب بالإحباط، وكل (تطلع) يصاب بالخيبة، وكل (حركة) تنتهي (بالفشل) يثير في نفسي شفقة حادة وإحساساً محرقاً ..!!
هل يمكننا إمتلاك أحلامنا كما نمتلك واقعنا ولو بالتضحيات؟!
حتى الصمت قد يبعث فينا أشواقاً بلا حدود ويعلمنا دون حرف او لهجات دروس العمر.
يوم نصبر عن أحبائنا برغبتنا نموت ألف مرة كل لحظة، ويوم نصبر علهم رغماً فإننا نكون قد توسدنا القبر.
الدموع تصرخ دون كلام، وتتكلم دون صراخ، وهى أحلى لهجة عند التنائي والتلاقي والخصام والاشتياق.

يوم تذوب ليالي الوجد بكلمة من أحبائنا!!

يقول الرفاق: في ناظريك صورة محبوب كأنه الفجر عاطر الأنداء ..
قُلت: خفق القلب لا يستر حباً؛ كالبدر يخترق الغيم بالسماء!!

وتأكدت أن ميلادي الحقيقي بدأ من يوم عرفتك، وتجذرت نبتة هواك بأعماق كياني!! وأزهرت وأحضبت وأثمرت حُباً لا كالحب .. ونغماً لا كالنغم .. وهمساً لا كالهمس .. وأشياء وأشياء لا يمكن أن تُقال!! فقط تُحس!!

وبالوهم اطعمك بيدي يا ناعمة الشفتين يا أحلى الاساطير؛ فتتبسمين إبتسامة يغار لها إشراق الشمس، ويود ضوء القمر لو أنه انبعث من بين ثناياك لا من هذا الجرم السابح في الفلك!!

انت سحر كل نهار .. وزمن الفرحة والأمان لعمر تعود الفجائع والقلق وأنت سوسنة الواحات .. والمطر البارد في لافح الحر .. فماذا يا ترى أعني أنا بالنسبة لك؟!

اللقاء بعد الغياب نشوته اسمى واحلى من كل لذائذ الحياة!!

لو تحولت (البحار) و(المحيطات) إلى [قيعان] بلا ماء؛ وسكبت بها [عواطفي]؛ لـ (فارت) وغدت (طوفاناً) يغرق الدنيا!!

أنظر في كل مكان أذهب إليه يمنة ويسرة؛ فيقولون: من تترقب؟! أقول: أجمل واحلى وأعذب واغلى من خلق الله منذ أبدع كونه وإلى يوم الحساب!!

فهمهما كانت روعة العطر في (السويد) والزهر في (بلجيكا) والورد في (هولندا)!! لا استطيع ان اشم او انهل او استعطي بغير عطرك وزهرك ووردك؛ لأنني لم أجد أروع منها!!

حتى (الليل) عندك و(النهار) لهما (لون) آخر .. لون يرسم البهجة بالعيون، ويمنح القلوب الابتسامة التي لا تذبل!!

ان [البراءة] شئ رائع حقاً .. لكن بكل اسف لا تحسن المحافظة على نفسها بنفسها.

لا تسألنيني عن حالي عند غيابك!!

وأنا معك اشتاق إليك!!


عند غيابك كان اصطناع السرور بالنسبة لي مشكلة .. إنه لعبء كبير ان تبتسم وقلبك قتيل .. ان تقول: (الدنيا نور)، والوجود احتوته عباءة الظلمات الحالكة!!

يوم يغيض بهاء الورد، ويشب الفطر باصطبار غير عنيد بكل الكيان؛ ستدركين قسوة (سكب الماء الملتهب) على (الجراح العميقة)، وخطر نثر (الملح) في العيون!!

يا أغلى ما بعمري: حاولت ان أنهي نفسي بواقعي ..
لكن عزيمتي امام هجوم طيفك لا تغيثني ..!! تُشل ..!!

لا يمكن ان (نحُن) إلى (الماضي) إلا إذا فقدنا حلاوة الإحساس بالحاضر

لو تعلم .. كيف أحبك؟!

ليالي الوجد التي عاينتها في عمري؛ فرت من حياتي يوم سمحت لك بسكن أعماقي ..!!
أحببتك حباً لو كنت عنه؛ لنفدت أحبار الدنيا ولعجزت الأقلام ..!! يوم عرفتك .. تحررت من القيود الحديدية التي كبلتني ..

محبوبتي: كما لا تشبع الروح من مائدة الحكمة، لا يشبع قلبي الظامئ من نبع حبك الطهور؛ أما المعدة فيكفيها ربع رغيف من القمح او حتى الشعير.

ألأنك واثقة من حبي .. تفعلين هذا؟!

قنبلة من الدخان فجرتيها في عيني .. لا أكاد أبصر فيها من حولي .. تحولت ابتسامتي إلى (قطعة ثلج .. لا حرارة!! ولا حياة!! وتحولت كلمتي إلى (صمت ميّت) .. كـ (صمت البراري بلا ناس)!!

نعم .. كُنا متخاصمين قبلها .. فهل هذا هو التصالح؟! .. (بالفراق) .. فلسفة عجيبة يا محبوبتي ..

من تطبع بالرفعة والطهر؛ لم يجالس السفلة ابداً، ولن يزرع مطلقاً غير بذرة العفة، وفي أرض من الحلال؛ ولو كان لا يقنع بعنقود واحد. نعم .. حبذا الاثنان من طيبات الله.

ونطق (أبو الهول) .. فماذا فعلت؟!

ما أقبح عيوننا عندما تكون (فتانة بالحب)؛ (جاسوسة علينا)؛ تخبر (الأخرين) بـ (مكنونات القلب) وما (بأعماق الروح).

يا حبيبي .. لا يموت الحب!!!

تسكنين الذاكرة .. تسيطرين على كل عواطفي ودقات قلبي .. تجرين بدمي وشراييني كأنك الحياة نفسها؛ أو الروح التي تمنحني الحياة؛ حتى أصبحت متأكداً في (أنك) (أنا) .. في (أنك) (بي) .. بل أغلى (مِني علّي)!!

يا أغلى من بعمري ..
مجرد سماع صوتك .. يذيب احزاني .. مجرد رؤيتك؛ تجمد وتثلج صهد همومي .. فهل يموت الحب؟! .. أغمض عيني عن كثير من عيوبك، وأتناسى أخطاءك القاتلة؛ وألتمس لها المبررات ويلتصق وجودي بوجودك دائماً .. فهل يموت الحب؟! ..

يا محبوبي الغالي:
لــو يــعــرف الــنــحــل بــحــلاة شــفــتــيــك               لــــتــــرك الــــورد وأتــــى إلــــيــــك   
لكن خطأك أنت أكبر .. يا أغلى الحب!!

ومن قمة شعوري بكِ إلى سفحه .. حيث لا القمة قمة، ولا السفح سفح!! فوجودك متوازن في كل كياني .. وهو وجود زرع نفسه زهراً وفُلاً ومروجاً .. وندى .. وعطراً وسحراً!!

الإهمال يا محبوبتي يخلق سوء التفاهم بين الأحباء!!

أعذريني .. تعبت من القبض على مصفاة واسعة الثقوب، وجعلتيني أنزح بها من البحر كل الماء ..!! ويكبر حزني .. على الأزهار التي ماتت بكفي، وإن كنت موقناً بحياة جذورها بروحي .. وتتوازن كل الأقمار في هذا الليل الطويل .. والكبير ..!!

وكل ليلة أقول لنفسي: قد يأتي السحر بوجه مختلف .. وبشرق الفجر بنور أوضح .. ويتبخر سوء التفاهم ..!! وأنام على ساعد الحلم .. ولا افيق إلا على حقيقة واحدة: أنه حلم ..!!

يا أكبر حب في عمري:
يــا أعــدل الــنــاس إلا فــي مــعــامــلــتــي     فيك الخصــام؛ وأنــت الــخــصــم والــحــكــم!!

عندما يستكين القلب للحنين ..!!

وتعلن الحقيقة عن نفسها؛ بأن القلب مزروع من ألفه إلى يانه محبة ووجداً وشوقاً

إذا كان الهدف هو (الأفق) دائماً، فمن غير المُجدي التوقف وتأمل المسافات التي اجتزناها والمكان الذي نعبره، فالثانية الواحدة رأسمال هائل في طريق تحقيق الآمال.

نعم .. بسببك أعيش في مشكلة!!

حروفي نابضة بك .. ألواني من وحي جمالك .. إحساسي من وحي حبك .. مشاعري ملكك .. لهذا أرى أنك الوحيدة القادرة على حل هذه المشكلة ..

يوم يزحف أحباؤنا على أبواب قلبنا بجيوش قوامها: الحرقة والدمعة والرجاء الندم وكل الحب؛ فلا نفتح لهم، نكون قد بلغنا الغاية في قبح المعاملة.

لو قلت: (أكرهك)!!

لو قلت (أكرهك) لن أسمح بقتل أحلامي مرتين ثم الحزن عليها مجدداً .. فقد انتهت منذ كان عذابي الأول معك ..!! ولن تعذبني حيرتي فلم يعد في حياتي متسع لعذاب!!

ولن أسمح لطيفك أن يزورني، لا صباحاً ولا مساء ..

إذا كان العمر لحظة؛ فلن يكون (قصيراً) إذا ملأناه بالحب.

وأسقي حبك من نهر أشواقي فتضحك لنا وروده!!

نعم .. أنا وأنت واحد ..!!

يا أغلى من بعمري: أنت وحدك منحتيني النعيم قبل ان يأتي موعد الجنة ..!! ومنحتي حبي الخلد قبل ان نكون في دار الخلد؛ ورويتي ظمئ بأنهار أنوارك؛ وفسرت لي كثيراً من أسرار الكون، وفقت الروعة بروعتك، وسبقت الحُسن بحُسنك؛ وعلمت الجمال كيف يكون جميلاً ..!! حتى أيقنت أن الله قدير زقنا فوق هذا الحب حُباً يمنحنا من شفافيته ما ندرك به كل معالم الكمال والحسن والروعة في كل شئ!!

المنى (أمُ) ولود .. ومن عاش بلا مُنى فقد تداعت أشجاره، وماتت وروده، وأغلى الأحلام تولد في مهد الأحزان، ويتحقق بعد أن يصهرنا الصبر الجميل.

وهذه .. حكمة في الحب ..!!

تُرى أيكون حُبنا كهذا الصبار؟! .. يتحدى كل شئ؟! يتعامل بكل الجدية والرقة واللطف حتى مع الموت؟! .. ويظنّ كل من حولنا أنه لا محالة صائر إلى العدم؛ فإذا هو الحياة ذاتها متجسدة .. والروح نفسه متجسداً .. والأمل عينة مولوداً من جديد؛ يبشر بحياة الأبد قبل موعدها، وروعة كل القادم، حاملاً بشريات بلا حدود .. وعطاءات مشرقة لا يغيب نورها ..!!

أم يكون حبنا هذه الزهرة المتعوسة، التي يحسدها الحاسدون فتذبل وينتظر لها كل الإشراق والتفتح فإذا هى (عدم في مهب الريح)!! أو هباءة بلا قيمة ولا وزن في سماوات لانهائية!! تنطلق بلا هدف .. بلا غاية .. بلا أمل!! تتخبط!! تموت كل لحظة مليون مرة!! ثم هى بعد: (لا شئ)!؟!

المرأة الصالحة مخلوق فيه من اللائكية الكثير؛ لذلك هى أكثر المخلوقات طعناً وضرباً من الشياطين.

لو كنت (فتافيت ضوء) لأقترب من عيونك!!

محبوبتي وأبدع فيك اليوم صوراً أسطورية

ومع كل هذا أشحن قلمي بالشوق طراّك، وأسرج خيول أفكاري للقائك، وأجدني أتمنى لو أصبحت (كُحل) عينيك؛ حتى أكون قريباً منهما .. أنظر بأعماقهما .. أتأكد أأنا بعينيك .. مازلت ساكناً بقلبك؟! ..

محبوبي الأحب: لا فرق بيننا سوى أنك اكتسبت لون وجهك من روعة السحر وإشراقة الفجر ووهج الضحى، أما أنا فمن سمرة الغروب ووخزات الشوك وحرقة الدماء.

حتى (العتاب) فن يا حبيبي .. يا معاتبي!!

(العتاب) طريق الأمان في الصحبة .. وطريق الأمان في المحبة .. فُخذ حبيبك إلى طريق الأمان، وانتبه إلى إشارات غضبه، ولا تته معه وسط زحام العماء عن الحقائق ..

(العتاب) صرخة في وجه من لا تتوقع منه فعل مالا تتوقعه .. والحبيب الحق هو من يتحمل صرختك .. وهى في نفسه كهمسة الندى للزهر او الربيع للروض أو الغيوم للسماء!!

قد نحتاج لأنهار الدنيا كلها لإطفاء نار لا تطفأ، لكننا نختصر المسافة والعمل إذا بللت امرأة واحدة تلك النار بدموعها، أو سحرتها بفاتن عينيها.

معك أصبح لي في الحزن (مذهب)!!

يا أغلى من عرفت:
لا فرق عندي بي (لبنية عينيك) و (زرقة بحر نيس) .. كلاهما يستهويه ابتلاع الأشياء .. وفيهما تضيع كثير من الحقائق!! ولأنك تعمدت إضاعة الحقائق أو تجاهلها، لا أملك سوى (الهجر) ..!!
سأرحل عنك!! نعم أفكر في الرحيل .. ولن أعود ..!!
وإذا قررت (اللاعودة) .. فمعنى ذلك هو شئ واحد .. أنه (اللاعودة) .. بكل معاني والمفاهيم والمقاييس!!

اطمئني .. فأنا أعرف كيف أصنع (أحلى حياة) في (أقسى ظروف)!! وأنا أعرف كيف أنسى .. أو –على الأقل- أتناسى، وأهرب من كل (ما) أو (من) أساء لي يوماً، أو أغضبي!!

أما ذكرياتك .. أما ما بقلبي .. فمجرد أشياء سأجعلها تتأرجح بالنفس ولا تستقر أو تسيطر ..!!

سأتطلع صوب الغمام .. أعانق الأحلام .. ألاقي وجوهاً مكشوفة، أو متشحة بالحرير .. ولابد لروح مثل روحي .. طهور .. من لقاء من يشابهها ويروى ظمأها .. فهل أقول (وداعاً)!!؟

الطاعة بلا صدق وصفاء: عدم، ومزرعة الكذب لا تثمر حقيقة واحدة، والمجرى الجاف لا يروي ظمأ ولا زهرة، وما أقبح استخدام السيف مع غفلة المضروب به .. والقلب بلا حبيب قلب كسير؛ والقلب بلا حب، حَجَر على الصدر ما أثقله من حجر!!

ربما .. يكون الموعد قد (فات) ..!!

لم أعد أريد منك شيئاً ..

يا أنت .. ألحان هواك الخالدة صارت أنا شيد حسرات؛ تجرعني اللوعة، وتسقيني الألم وتغازل كوكب نحسي!!

يا أغلى من بعمري:
لن أنوح خلف مواكب ذكراك التي أعلم أنك ستحشدينها نحوي ..!!

لن يهتز قلبي لرسائل قد تبعثينها؛ لأنه طالما اهتز ترقباً ولو لواحدة منها، فما كان يقبض إلا على السراب .. وما كان ينام إلا في أحضان الألم والانتظار اللانهائي ..

يا محبوبي الأحب:
أريد لقاءك فإذا التقينا .. تكالمت الضمائر في الصدور أمور ليس يعرفها سوانا .. يحار لفهمها نظر الخبير!!

قبل آخر الكلام ..!!

لكن ليت قلوبنا بأيدينا .. فما دامت بأيديهم سيظل الجرح نازفاً .. حتى يدركنا الأجل .. فحتى لا تتعذب إجعل قلبك في يديك، ولا تجعل يدك مغلولة إلى قلبك، واجعل العقل حاكماً على القلب .. لا تتعذب.

أهون على الإنسان الصادق الحب ان يعصر عينيه ويفقأها بيديه، من ان يعصر حبيبه قلبه بالعذاب والخداع.

حتى صمتك يا حبيبي يوقظ في الأشواق!!

روعة الحياة أن يتحكم (عقلك) في (قلبك) و(شعورك) في (خيالك)، والويل لك إن كنت من أرباب العكس.

مع كل الأسى .. الحب مني .. وكان وقف التنفيذ منك!!

وأقول لك ما قاله من قال:
أجــــل ..!! انــــــت فــــــاتـــــنـــــــــة                        لــكــن عــزة الــنــفــس لــي أفــتــنــا
وإن كــان عــنــدك ســحــر الــجــمــال                       فــســحــر الــرجــولــة عــنــدي أنـــا
وأذكرك .. بأنه يحدث أحياناً ان يقتل أحدهم حبه الأعظم بيديه .. ثم يبكي طول العمر عليه!!

ترى هل تكونين أنت .. أنت؟! التي قلت فيها من قبل (صعب هذا الشئ!! أن تجد من يحبك كل الحب وتحبه أخلص الحب وأصعب منه أن تكون بحاجة إليه)!
ترى يا من أصبحت حبيبي هل تصبح (من كنت أظنه حبيبي؟!) أم ستكون أنت (من أصبح حبيبي للأبد؟!)

من الشدائد القاتلة: اختفاء الفرح في أيام العمر، ومن المصائب الرهيبة: إضرام الشئ في مزرعة الأمل.

السبت، 17 نوفمبر 2012

أنا لا أقبل .. أني أعترض


هل يمكن ان نعاقب لمجرد اننا تواجدنا تحت سماء هذا البلد الذي لا يملك بعض حكامه ومسئولينه القدر الكافي من الرحمة والمسئولية والايمان بالله الذي يقتضي ان نقوم بعملنا على أكمل وجه؟!

هل من الطبيعي ان يكون كل همي هو ان ادعو ان تكون خاتمتي وسط اهلي على سريري حتى لا تتبهدل جثتي واصبح مجرد مجهول يبحثون عن اهله لاستلامه؟!

هل من الطبيعي ان يتلاشى الشعور بالأمان عندما تخطول قدمي على ارض بلدي لمجرد ان ثمن روحي بخيس واحيانا لا اُقدّر بتعريفة ومثلي مثل اي حشرة يمكن ان يفكرها اي مسئول بلامبالاته لمجرد فرحته بمنصبه؟!

اعترض على وضعي .. اعترض على تسعيرة ادميتي .. لا أقبل ان اكون ضحية اهمال وفساد لا يوجد من عنده النية في التغيير وسعيد بوجودهما ولم تولد معهم معهم ضمائرهم وكل املهم السلطة وتبرير الاخطاء لمجرد ان نعصر على انفسنا المزيد من الليمون ونموت في صمت ويقدم لنا تبرير ان "محدش بيموت ناقص عمر" .. اقبلي اعتذاري واعتراضي يا مصر واللعنة على كل مسئول شارك في اهدار حق الابرياء.

الأحد، 11 نوفمبر 2012

يا من اصبحت حبيبي .. إليك همس سحر!! لـ محمد عيسى داود


يا من اصبحت حبيبي!
البداية بذرة تحوي اصل الشجرة ونواة تحتضن تفجيرات وطاقات لا نتوقعها!

ما اصعب ان تعيش وقلبك ينزف، فساعتها انت حى لكن بلا حياة ..!

لا شئ يحدث في الدنيا مطلقاً مصادفة، فكل شئ بقدر!

اقسى شئ على النفس ان تكتشف كذب من استطاع إقناعك بصدقه!

للأشجان أغلال وللأحزان قيود .. واسيرهما مفقود!!!
ليس (الصديد) هو أول ما يتم إخراجه، بل (الشوكة) التي سببته .. فبعدها زوال الصديد والألم ليس سوى مجرد وقت.
 
حبك قدر .. فأنا لا أؤمن بالمصادفة!!
هل تنكرين أن شيئاً ما بالقلب ساعتها (انبعث) و(تحرك) .. و(نبض)؟! ..

يكمل كل منا حديث الآخر كأننا (إنسان واحد) يفكر بطريقة (مميزة)!!

قد يحقق اثنان، رجل وامرأة، اسطورة العصر الوسيط (تريستان) و(إيزولد)، اللذين شربا من شراب الحب السحري؛ فأحب أحدهما الآخر حباً أبدياً وحتمياً، فلم بينهما شئ، برغم الإبعاد والأضطهاد، والفراق والاحتراق، وبقيا متحدين حتى في الموت.

هنالك يقع البحر في عيني!!
تقولين: ومتى تحب؟!
أقول: لا يمكن أن احب لأنني أريد أن أحب؛ إنما أحب لأن (الحب) قد أتى (بقدر الله) .. فلا إرادة في الحب!! وهنالك يقع البحر في عيني، وتذوب نفسي ذوبان الجليد ..
تقولين: وما أقسى شئ في هذه الحياة؟!
أقول: أقسى شئ في هذه الوجود: ان تكتشف ان (حبك العظيم) لم يكن متبادلاً، إنما كان من طرف واحد ..!! والإقسى من هذا ان تكتشف (كذب) من استطاع (إقناعك) بصدقه ..!!

يا شوق: تتساءلين: تعني ان الحب من طرف واحد ممكن؟!!
أقول: طبعاً .. وإن كانت جراحه لا ترحم!!
شوق: فإن أصبح متبادلاً ولكن جاء الحبيب متأخراً؟!
أقول: وهل يُلام المطر إن طال تأخره على الظمأى؟!.. وهل تُلام الوردة على عطرها إن شاع وذاع مساء لا نهاراً ..؟!! المهم انه جاء ..

تظل المسافة خيالية بين الحلم والواقع، وبين ان تتمنى وان ترى امنيتك حقيقة ملموسة بين يديك.

الدموع الملحة قد تفجر الينابيع العذبة، بلمسات الحنان وصدق الحب

من يُفجر (أنهار الأمل) في (الارض الجدباء) أولى الناس بالثقة وبالحب.

إن أردت ان تدبر أمراً، فدبر ان لا تدبره، واتركه لله المدبر.

(العجز) قاتل محترف، و(اليأس) أشد قتلاً، فقل اللهم اعوذ بك من العجز واليأس.

عَتَام الغيم .. و .. الحزن المضفور
أتيت لك كالعاصفة المزمجرة التى إقتلعت كل هذا من داخلك او حولك .. اجبرتك على التماسك .. علمتك الاصرار .. فتحت لك باباً آخر الى مستقبل مُزهر .. زرعت بداخلك شمساً لا يغيب نورها ..

من يشتري نفسه لا يمكن ان يشتريه أحد، ولا يمكن ان يبيع نفسه لأحد!! إنما ممكن ان (يهيب نفسه لمن يحب) .. ويمنح (كل شئ) لمن يحب.

اللقاء الأول .. بعد لقاء الأزل ..!!
قلت: لأنه لم يكن اللقاء الأول .. إنه تجديد للقاءات الأزل .. وقطع لمسافات (الفراق الزمنية)، بين لقاء (الارواح الحرة) و(الارواح المأسورة بالأجساد)!!

الذين لا يقلقون على حبهم الغالي لا يستحقونه، والذين لا يحافظون على محبوبهم النادر  يستحقونه.

وأرد التحية بأحسن منها ..!!
يا أنت: ألم يقل محمد (ص): (الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تنافر منها اختلف)؟!!! تعارفنا قبل الزمان بزمان .. وتحابّ الروحان .. ومكث طيفك بالخاطر والوجدان .. وحملته عيوني تبحث عنك بعد اسرارنا بالاجساد هذا الزمان ..!

وكان يوم اللقاء يوم ميلادنا .. وبسماتنا (صرخات) وجودنا!!

أتأخذين هدوء الورد وروعته من روضه، أم الروض واورد عرفا الهدوء منك؟!!

من أنت؟!! من أنت حتى تكون لك القدرة على بث النبض في القلوب .. ونثر الرعشات والأحاسيس والجماليات؛ حتى للعتمة، حتى لضباب الأفق؟!!

(السر المقدس) الوحيد الذي اعتبره هكذا .. هو الحب الصادق الطاهر!! ثم حبذا الإعلان مادام الوقت قد آن!!

الجرح .. والملح معاُ .. فترفق يا طبيبي!!
إذا تغلفت السماء والأرض بثوب قاتم، فلابد من ميلاد قوة تنصر الحق وتحيي الحب بالنفوس، لا يدريها الا العقل المفكر والقلب المستبصر.

نشوة الآلام بآلامها وروعة المشاعر يسموها لا يدركها إلا الأطهار الأصفياء!!

لا تسألني: متى أنام؟! فأنا خصم النوم مادمت أحبك.

الكلمات لا تقول كل شئ، ربما عيوننا أفصح تعبيراً.

إذا كان دفق الحب بلا انتهاء، فاطمئن إنه الحب حقيقة.

هجرة الأشواق إلى الصدر الحنون تظل قلقة حتى نجد من نحب!!
الضجيج الذي يخترق مسامعنا، يخترق – أيضاً – القلب فلا يعي (لغة الهدوء)، ومن ثم (تتبخر) كل المعاني الحلوة تحت إشراق الشمس.

ليتني أبتكر كلمة اكبر من (الحب)، لتكون هديتي لمن أحب!!
إذا جف (الحنين) للحبيب، فليس معنى ذلك نهاية الحب، بل (سلسلته)، في أغلال الأحزان؛ حتى يذيب (الشوق) الحديد.

نقوش فوق (الجبال) و(السحاب) و(قرص الشمس)!!

نعتاد مناداتنا بأسمائنا؛ حتى ينادينا بها (أحباؤنا) فهنالك ندرك فارق المذاق والنغم.

قد يُسبب الآخرون لنا (الشقاء) دون ذنب منّا سوى أننا (أحببناهم).

لا يعرف القلب الضحك بصدق، مادام الواقع بائساً والعقل يائساً.

عندما تتناغم شفتا أحبائنا بأسمائنا يكون لها نغم آخر!!

طابت الحياة بك .. وعرف الحب معناه ..وتضاءلت أمام روعة كلماتك فلسفات البشر، وألقت القصائد والقلوب والذكريات أحلى وأغلى كنوزها.

الوجود كله يغني .. العيون .. العبير .. الوجدانات .. الضمائر .. الشهد يقطر من حروفك .. الارض تخضر بخطواتك .. الورود تتمايل للمساتك ..

كأن الدنيا حولي فردوس تتفجر في محراباته ينابيع الحب بكلمات سحرية من بين شفتيك.

الدقائق سعيدة بل والثواني ..والسعادة نفسها سعيدة كأن عاد للزمن شبابه يا نبع الحنان ..

(لولاك) ما تمنيت وقوف الزمن، ولا بقاء اللحظة التى ننتشي فيها!! ترى ماذا أكون في (خارطة) حدودك؟!

شئ أكبر من الحب .. وفوق كل جمال
وتسألوا "أين هى العيون التى لا تسئمنا بطول النظر مهما كانت حلاوتها"؟!
هاهى عين محبوبي "فردوس تحوم فيه الروح، أرضها نغم، ضحاها رغد، ليلها ترانيم، نهارك نعيم"!!
وقالوا: أين هو الوجه الذي تود رؤيته في كل مكان ولا تتمنى فراقه مهما كان جميلاً"؟!
وهل هو الا وجه محبوبي .. ألق الفجر، وبسمة اللألئ .. عوالم من الحُسن لا منتهى لنورها .. تدري النجوم أمامه أنها ذرات من الضوء وهباءات لامعة أمام وهج الشمس وضوء البدر!!

أنت محبوبتي .. والله ثم والله، كلما قلتها وناديتك بها؛ أشعر بطعم جديد لها في فمي .. وينسكب على جسدي عطر جديد .. ويتضاءل السكر والعسل أمام حلاوة الكلمة!!

ما أقسى ان يدفننا (الأحباء) ونحن (أحياء): هلا انتظروا حتى نموت!!

العذاب ربما صنعه لنا أحب الناس إلى قلبنا!!
تنازلت لك عن ذاتي .. وعن روحي وعن نفسي .. وعن كُلي .. حتى عُدت لا أرى الاشياء إلا من خلال عيونك .. ولا أتنفس ألا مع زفيرك وشهيقك . ولا ينبض قلبى إلا بنبض قلبك!!

المادة غانية عاهرة تتزين بالغرور، وتتزخرف بالوهم، وتنتفش بالسراب، فلا يقع في هواها إلا (الحمقى) و(المغفلون): أما الذين يقدسونها فهم (الهلكىّ).

تقاطعات الحزن والامل، والصخر والجمر، والسراب والضباب والوهم والحقيقة!!

قد نموت ونحن أحياء يوم تتمزق أرواحنا وقلوبنا بفراق أحبتنا!

إذا كان الحب لا إرادياً فأنىّ المهرب منه؟!

الحب وحده قادر على جمع كل الاشياء الحلوة حولنا وسكب الهناء بعيشنا.

جحيم الليلة السوداء .. و .. مخالب الفراق!!!
أول ليلة أعيشها بدونك .. تناثر قمرها .. صمتت أنغامها .. وارتفعت رايات الجراح .. تعلن الإكتساح .. لكل حياتي .. وتنثر (الرهبة) بعمري، وتقول: (ليلك بلا صباح)!! أبحث عن فؤادي .. فلا أجد إلا حطاماً بدده النواح ..!! أبحث عن ذاتي .. فلا أجد إلا بقايا متناثرة في متاهات الجراح ..!! أبحث عن قوتي .. فأجد عضلاتي ممزقة ..وسيوفي مهترئة .. وفكري مشتتاً .. وخيلي مقتولة .. ولا جو يحملني أو بر يقلني، أو بحر يقبلني؛ (فأدفن) نفسي في (أحضان) طيفك الحبيب، عسى يضمني، فيزجرني، ولا أجد شيئاً يؤويني فتشتعل بالدمع عيوني!!

الساعات تكاد تكون متوقفة .. تحمل إلى كل أصناف الألم والاكتئاب والحسرات .. تنشب مخالبها بأعصابي ودمائي ونفسي وروحي كأنها وحش مفترس لا هو يميت فريسته فتستريح ولا هو يدعها تحيا ..!!

بقدر ما كنت أعجز عن وصف حبي؛ ها أنذا عاجز عن البوح بكيف يموت الإنسان وهو حي ..!! وكيف يتحول بكل كيانه وفكره وأعصابه ولحمه ودمه الى حرائق (ضد الإطفاء)، وتستعصى على التوقف!!

أقول: كيف؟! .. وقدري هى .. ساكنة بالقلب وبالهدب والاجفان .. وكل خفقي ونبضي بأسمها .. ومنها .. ولها .. وهى مني الروح وسلوى الوجدان!!

يوم ينتصر (حافز) الروح على (استفزاز) الجسد، وتنتصر الإرادة المتسامية على رغبة (الجنس)؛ فهذا هو (الحب) الحقيقي!! ثم لا مانع من تزاوج (الجسدين) واقتران (الروحين) .. لأن الجسد اسير الروح .. وهنالك يكون الحب المتكامل من شتى الجوانب.

ما قيمة الديار خلت من أقمارها؟!
طواني ليلي المُسهّد معي؛ مسلوبين من إرادتنا، مسلوبي الأمان .. وأناجي ليلي الساهر معي:
أقفزت ديار أحبتي منهم .. ما قيمة الديار؟!
خلت الاخبار من ذكرهم .. فما قيمة الاخبار؟!
أقماري صارت يتيمة آفلة بعدهم .. فما قيمة الأقمار؟!
حتى روضى غدا بلا زهر .. وصار النهار بحاجة إلى نهار!!!
صار كل شئ حولي مدامع ومجامر .. بلا ماء ولا حتى نار!!!
بعدك غدت الدنيا يباباً وخراباً .. وصمتاً ..
فلا نثر بعدك يُقال ولا أشعار ..!

بعدك لثمت شفتاي الصخر .. وقبضت يداي على الجمر .. بعدك احتضنت السراب .. وغازلت الضباب .. واكتشفت أن كلماتي بغير دفء وجودك بلا معنى .. جوفاء .. مترهلة .. بليدة .. وجسد بلا روح .. وهل الظلام يرى؟! أم للصمت أذنان؟! أم للأبكم لسان؟!

الحب الصادق لا يكون أبداً وليد مصادفة أو ظروف، إنما ينشأ قدراً لكائنين، لابد ان يلتقيا .. و(حتماً)!!

القنبلة والزهرة .. والماء والنار!!
وأتذكر كل كلمة دارت بيننا .. وكل همسة همست بها .. أتذكر؟!!! وهل نسيت لحظة؟!! إنني أعيش كل ما كنت تقولين .. وأرفض بعده كل شئ .. ولا أصدق بعده أي شئ ..
ومهما أفيق على (الصمت الكبير) الذي يلفني .. ويغمرني .. ويغرقني!! لا أقبل إلا أن اعتصر كفيك بين كفّي (بالوهم) كما كنت أفعل بالحقيقة .. وإلا أن أقرأ المسطور (بصفحات عينيك) بالخيال، كما كنت افعل بالحقيقة .. وإلا ان ارد على اصداء صوتك التي لم تفارقني لحظة منذ غمرتني بحنانها ..!!

(الحب الصادق) ارتباط لا رجعة فيه .. يعقبه زواج ناجح حتماً؟؟ او يسبقه اقتران دائم. أما الزواج الفاشل، او غير السعيد فصدقوني لم يكن مبعثه الحب الصادق. إنما (الرغبة) او (الشهوة) أو (حب الإمتلاك) أو (النزوع لشئ متاح حرما منه رجل وامرأة)!!

ظمآى يرتوي (بالسراب)، وقلوب تحترق بالتباريح وهجير الفراق!

قد يعلمنا الحب الحزين درس الإصرار والصبر، حتى تأتي لحظة الفرح.

غالباً نرضي بظلم أحبائنا لنا؛ لا لشئ سوى أن أمر حبنا وقلبنا بأيديهم.

إذا أحببت حقاً، فلا تحاول الهرب؛ لأنك ستعود مرة أخرى إلى نفس ما هربت منه.

تأثر على الفراق وعطش السنين!!
ما أقسى الأيام إذا تحولت أحلامنا بها إلى رماد ..!! وما أوحشها إذا تبدلت أحلى اللحظات إلى قلق وتباريح وهجير يلفح الوجه والقلب، وينضح بالوحشة والسهد والأسى!!

حب الرجل في العادة (جزئي) لا يستوعب وجوده كله، أما حب المرأة فحب متكامل يستغرق وجودها كله .. ويوم يحدث العكس فهذا شذوذ لا يقاس عليه!!

آمالي العريضة تاهت بين الاشواك!!
ومع هذا؛ تتحول عيوني وآذاني إلى (مجهر سحري) يلتقط أدق التفاصيل عنك .. وتخضين مخيلاتي ودمائي بداخلي، واستسلم لتوحشك الهادئ الجامح  بالقسوة علّي، ويستسلم معي كل عضو، وكل دقة قلب، وكل رفة جفن، وقلق عضلة، وهمسة شفاه؛ فأجد الكل يخفق بأسمك كأنك لم تفعلي بي شيئاً ولم تكوني محطمتي ومدمرتي ..

لابد أيها الحب والمحبوب، من تحمل الألم واللوعة ولذع البعاد ومرارات الهجران؛ أما القلب الميت فطبيعي ألا يشعر بمعانات الحياة.

ماذا يحدث .. يوم يمنحنا الحب القيمة الكبرى لوجودنا؟!
لم أتوقع أن يديك الضعيفتين الصغيرتين معول صخري يملك من الصلابة ما فيه كفاية لتدمير كل الحب، وتحطيم كل احجار الاساس التي وضعناها ..
لم أتوقع ان تقابلي عطائي بالمنع .. ولا سخائي بالبخل .. ولا حبي بالتسلط .. ولا وصلي بالهجر!!

أتذكرين: كيف منحنا حبنا القيمة الكبرى لوجودنا .. وكيف كنت تنتظرين الموعد لنتسامر بكل العشق والوله .. وتشربين كلماتي حتى آخر قطرة فيها وتقولين: (إنك ممتزج بدمي .. تعيش في كما الروح في الجسد .. كما الماء في النهر الرائع .. لو له وبه .. لو فصل كلاهما عن الآخر لم يعد له قيمة .. بل لم يعد له وجود)!!

وحاولت ان اخلعك من الإمارة على قلبي؛ فإذا المحاولة هباء، وإذا بك ملكة على العرش، وحدك تملكين، وتأمرين وتنهين ..
حاولت ان اصفك بالغدر؛ لأقنع نفسي بالرحيل .. فإذا أنت عندي المخلوقة الوحيدة التي ائتمنها على كل اسراري، بل وذاتي ..

فكرت ان اعصف بك، فإذا انت في قلبي الريحان والرند والزهر والياسمين، وكل الأمل، وإليك وبك ومنك كل حياتي ترحل ..

إذا فاجأنا الحب كان النوم بلا نوم والصحو بلا صحو والفرح بلا فرح والهم بلا هم.

مناجاة قلب .. وهمسات روح .. وشدو ضمائر!!

قد يكون إلى جوارنا في هذه الدنيا الزائفة قلوب طاهرة أهلها من أهل الجنة، ونبحث عنهم بعيداً وهم اقرب إلينا مما نتخيل.

لا تتمادى في هدر الوقت والزمن، فخريف الحب يتحفز للعصف بالمتهاجرين والمتخاصمين.

يوم تكون كبرياؤنا اكبر من الحب الذي نعيشه، فهو حب طفل لم يبلغ سن النضج والرشد.

شدو قلب .. وأنغام روح!!
إنني أعيش الإنكسار .. حالة من الدمار .. كل الاشياء حولي مشتبكة في بعضها .. يمزق بعضها البعض الآخر .. حتى نفسي وروحي .. حتى كياني وذاتي .. حتى دمائي وعروقي؛ الكل ثائر من أجلك .. الكل متعصب لك انت وحدك .. وكل يعلن محبته لك اكثر من الآخر .. ولهذا يشتبكون .. ويتجادلون ويتخاصمون!!
أعلمت الآن انني لم أنسك لحظة .. وأني أحبك ..!!

لن أقول لك: إنك حياتي يا حياتي .. وإنك وحدك، وفيك وحدك، توحدت كل آمالي الممتدة، وطموحاتي المتولدة .. وانك الضفاف الوحيدة التي استراحت في احضانها مراكبي ولن تبرحها ..!!
لن أقول لك: إنك دفء قلبي .. وروضي ووردي .. وإنك الوحيد الساكن بقلبي .. بقربي منك او بعدي .. وأنني مازلت اصون عهدي .. مثلك وشهودي سواكب دمعي .. وذوب نفسي وحر وجدي!!
لن أقول لك: إنك ابتهالتي لله، القادر على ان يجمع من فرقت بينهم الناس، او الظروف والاحداث .. وأنك دعائي .. وطلبي لقسمتي ونصيبي .. وأنك وحدك حبيبي، وانك رقصة فرحتي وفرحة رقصتي .. وانك كل الآمال في عمري ومنتهى أملي!!
لن أقول لك:إنك الملك والأمير .. ووحدك بحبي جدير .. وقلبي لك أسير .. وإنك ربيعي وربوعي .. وسهلي وجبلي .. ووادي ومغاني .. وبحري وشاطئي .. وإنك وطني وموطني وكل كوني ..!!
لم أعجب لشئ عجبي لتراب يضم بين دفتيه اسنى البهاء وأنضر الجمال وأفتن الروعة وأحن القلوب التى حملت يوماً قصص الحب والدموع!!