الأربعاء، 20 أبريل 2011

زحــمة يا شارعنا زحـــمة


كان ياما كان فى سالف العصر و الاوان و حتى الآن كان هناك كوكب فى الفضاء اسمه الارض و كان فيه عدة قارات تحتوى على عدد لا بئس به من الدول، و من تلك الدول كان هناك دولة حلوة ومُزة اسمها مصر و لم يكن حب هذه البلد مقتصر على ابنها فقط و لكن هناك العديد من الجنسيات يذوبوا عشقاً فى هذه الحلوة ويأتوا قاطعين الطريق جواً او براً او بحراً بالساعات لرؤيتها.

ولأنها حلوة فكانت ولاّدة، وايضاً غنية فعندما تولد المزيد لم يكن تُسعينا وسائل المواصلات للانتقال من ذراع لذراع او قدم ماما مصر لذراعها فعندما كان احدهم ربنا يفتحها عليه كان يشترى سيارة كاش او بالتقسيط المأنتخ المرّيح و اهو خير ربنا كتير و ربنا يزيد و يبارك.
وعندما كانت تزيد السيارات تقل اماكن تخزينها حين المنفعة – ساحات الانتظار يعنى- وتصبح السيارات فى الشوارع متكدسة على الجانبيين بالصفين مثل المصريين عندما يقفوا فى طابور العيش. و لكن ما باليد حيلة عندما تكون ساحات الانتظار المدفوعة و المجانية مملؤة على عينها.

و لا صوت يعلو فوق صوت الكلكسات فى مصر التى تملك القدرة على خرق طبلة اذنك وتخلصك من دوشة طبلتك – الكلكسات طبعا مش مصر اكيد يعنى -، و ما احلى خناقة ميكروباصية صباحية على من عليه الدور فى الاقلاع والطيران فوق السيارات الراكدة فى حارات الطرقات الفوضوية، و ما احلى الفوضى التى هى جزء مننا و فى شوارعنا فى اى مكان و على ارض اى محافظة فى طول مصر و عرضها.

و عندما كانت تشتكى مصر من الزحمة و خنقة المرور و التى ايضاً لها مواسم فى زروتها مثل رمضان هذا الشهر الكريم حتى فى الازدحام و اختبار الصبر و انت جالس فى سيارتك امام عجلة القيادة -  الدريكسيون يعنى – الذى يتيح لك تفريغ طاقات الغضب و الاعتراض عليه مع الضغط على آلة التنبيه حبة كده من نفسك اهو تسلى صيامك، لم يكن هناك حل غير الكثير من الكبارى التى يمكن تؤدى الى القليل من المتاعب التى بالتأكيد سوف تنضم الى اخواتها من المشاكل من قبل ويكونوا مشاكل عصيبة فى الجهاز العصبى المرورى المصرى وخاصة القاهرى.

عندما قامت الثورة و احتدت الاحداث و اشتعلت و تم تطبيق حظر التجول و قلّت السيارات و اختفت ازمة الزحام، كم تألمت عندما وجدت شوارع المحروسة لم تعانى من الزحام و تعانى من برد الشتاء الكامن فى قلة السيارات و الميكروباصات و الخلافات و كأن اصابتها علة و لكن لم يفت قليلاً إلا و عادت الحياة من جديد للشارع و السيارات بجميع انواعها و اشكالها و صحتها و روائحها الخنيقة القريبة الى قلوبنا و التى تعودنا عليها جميعا و ان اكاد اجزم بأننا قد ادمنّها مثل الاجسام الصغيرة العائمة الطائرة فى المياه تماماً و فرحت عندما سمعت آلة التنبيه تصرخ عالياً من سيارة أجرة لان سائقها واقف فى طابور صنعته سيارة آخرى يسأل قائدها عن الطريق و عندما حرك عجلاته سارع بملاحقاته و اهدائه بعض الالفاظ و الكلمات الجارحة، فإبتسمت و ادركت وقتها اننا فى مصر و انها لسه بخير.

و لكن لا تقلقى يا امى سوف يتم التغيير و سوف نقوم بالترتيب و التنظيم و تغيير الصورة السيئة و المركز الاول الذى نتصدره فى حوادث الطرق و الانتباه جيداً الى كل من لديه فكرة او مشروع تساعدنا فى القضاء على هذه المشكلة اليومية الحياتية بالنسبة لنا و التخلى عن الفوضوية التى اصبحت روتيناً طبيعياً صباح كل يوم و تبقى مصر حلوة مُزة منورة فى كوكب الارض الذى يقع فى احدى مجرات الفضاء الواسع الرهيب و توتة توتة فرغت الحدوتة و اكيد حلوة و احياناً ممكن تكون ملتوتة بس مش اوى يعنى.

0 comments: