السبت، 15 سبتمبر 2012

مـش زي الافــلام


هل تخيلت ان هناك رجل او سيدة في اي بيت من البيوت المصرية نورت في جمجمته فكرة ما من قبل غير متأثرة بالدراما التي يشاهدها عبر التلفاز –اللي هو التلفزيون يعني- بمختلف انواعها وجنسيتها مثل التركي والخليجي والياباني واللبناني والاجنبية الى مالا نهاية.

انه مصدر الإلهام الوحيد بنسبة كبيرة جداً في المجتمع مثل الجريمة والعنف خاصة الذي يأثر على الصغار والكثير من العادات السيئة والافشات والالفاظ المستحدثة، والدراما الزائدة عن الحد داخل المنزل من الآباء اتجاه ابنائهم. لا احد ينكر دور الدراما في التوعية ولكنها بتقلب بدراما بجد ولا احد يستطيع تحملها.

عندما تبدأ في مشاهدة المسلسل تستطيع وبجدارة ان تتوقع الاحداث بعد اول ثلاث حلقات وهذا ما يجعلها ماسخة وملهاش طعم ومشاهدتها مجرد تحصيل حاصل، مثال: لماذا تتزوج الفتاة الفقيرة من ابن رجل الاعمال مع ان الاغنياء لا يتزوجون الا الاغنياء مثلهم. لماذا ينتهي الفيلم نهاية سعيدة مع ان الحياة قاسية بالكافي ان تكون النهاية مأساوية وتقبل الامر الواقع هو الحل الوحيد و لا هروب منه.

لماذا البنت عندما تكون على علاقة مش ولابد بشاب لازم تحمل منه، هو مفيش احتمالية ان البنت او الشاب يكون ايهما عقيم ويكملوا في الخطيئة لحد ما ربنا يهديهم ويتجوزوا و بعد ذلك يكتشفوا ويضربوا بعض بالـ ... انهم مركزوش في الموضوع ده .. منطقي؟!


لماذا عندما نشاهد اكشن وهناك مشاهد قتل وطلقات نارية واحدهم يصاب بطلقة في الرأس يموت على الفور وكأنه بيتلكك على الرغم ان هناك اشخاص حقيقون اصيبوا بطلقات نارية في الرأس ولم يحدث لهم الا مجرد تأثيرات على بعض وظائف الجسم ليس من الضروري القتل او الوفاة .. اين الابداع؟!

لماذا عندما زوج يهجر زوجته لانه ظلمها لاي سبب ما، لابد ان يعرف ويكتشف ويذهب اليها يعتذر ويطلب السماح، لماذا لا نكسر الملل التأليفي وتعيش وتموت الزوجة ولا يعرف انها مظلومة ولا يعرف هو الا عندما يموت؟!

لماذا البطل لا يموت في منتصف المسلسل ولازم يفضل لحد اخر حلقة عشان يموت ولا يعمل اي تحبيش درامي .. الرحمة يا خلق هووووو. لماذا يتوب المخطئ في آخر الدراما ولا يموت على خطيئة. لماذا عندما يموت الزوج بعد شهرين تكتشف الزوجة انها حامل بولد وتسميه على اسم والده، لماذا من المفترض ان تكون له ذكرى حية؟! ولا يفترض ان يكون للشخص هذا سلالة للتكاثر؟!

لماذا نرتدي دائماً النظارة الوردية و نكون واقعيين مع ان الرومانسية والحلم آخر طريقهم مش لطيف خالص. وايضاً لا نكن متشائمين بزيادة .. خير الامور اوسطها ولكن من الواضح ان التطرف في جميع نواحي الحياة سوف يكون اسلوب حياة قريباً وحصرياً.

سؤال للمشاهد والقارئ: لماذا لا تحب النهايات المفتوحة وتجرب ان تستخدم خيالك واقتراحاتك؟ وحتى اذا تم واستخدامتهم لماذا تتشاجر مع الاخرين لفرض رأيك؟!! انه اسلوب حياة حقيقي حتى في الدراما والشخصيات الوهمية ان تفرض رأيك والسلام. وتحية من قلبي لكل مؤلف وكاتب يحاول ان ينقل الصورة صحيح مليئة بالابداع والتشويق.

الجمعة، 7 سبتمبر 2012

كتاب مُسيل للدموع لـ أحمد الصباغ "الجزء الثاني"


في الوقت الذي كان وزير الاتصالات طارق كامل يصرح: مصر مقبلة على مرحلة مهمة في تكنولوجيا المعلومات (وكأنه يتنبأ بدور الفيسبوك في إنجاح الثورة) كان مجدي حسين (المحكوم عليه بالسجن لمدة عامين لتضامنه مع غزة) يصبح منسقاً عاماً للحركة خلفاً لعبد الحليم قنديل، قبل خروجه من السجن بعدة ايام.


و كان كل من جماعة الاخوان المسلمين و حزب التجمع و حزب الجيل و حزب العدالة الاجتماعية يعلنون رسمياً رفضهم المشاركة في مظاهرات الغضب يوم 25 يناير، بينما يعلن كل من حزب الغد وحزب الغد مشاركتهم في المظاهرات. بينما أكد الداعية الاسلامي الشيخ محمد حسان ان "الاضرابات و الاحتجاجات لا ترضي الله و لن تحل المشاكل."

و كلما ازداد الليل ظلمة كلما اقترب طلوع الفجر و شروق الشمس.
و مع صباح اليوم المنتظر تفجرت الثورة المصرية.

مفيش ثورة بيتحدد لها تاريخ مُسبق. كل الثورات دائماً ما يخطط لها سراً و يكون لها مجلس قيادة او زعماء يدبرون امرها ثم يفاجئون بها الحاكم. ثورة 25 يناير أول ثورة يتم تحديد موعد مسبق لها و كإن شعارها كان (حد له شوق في حاجة؟).

من عجائب الثورة و على رأي الاستاذ عمر طاهر .. كان مبارك حين قال في خطاب عيد الشرطة "لقد اثبتت مصر انها اقوى من المحن، و اثبت المصريون أنهم شعب "متماسك و عنيد" هو أول من تنبأ بنجاح الثورة.

في كل الثورات يختار بعض الثوار الموت في سبيل الوطن لإنهاء حياتهم، في ثورة 25 يناير اختار بعض الثوار "الزواج" في الميدان لنفس الغرض ...!

الجارديان البريطانية: 30 ثانية وضعت نهاية حكم استمر 30 عاماً في اشارة الى المدة التى استغرقتها كلمة اللواء عمر سليمان النائب السابق للرئيس الذي أعلن تنحي مبارك، و مهما يحدث بعد الآن، فإنها بالفعل لحظة تاريخية مهمة، فقد اعدت ترسيخ مكانة مصر كقائدة للعالم العربي والشعب المصري في الصميم الاخلاقي لهذا العالم.

رئيس المبادرة الاسلامية في بريطانيا محمد صوالحة: جماهير مصر العظيمة تصنع اليوم التاريخ ليس فقط لشعب مصر بل للعالم العربي والاسلامي كله ... نحن نشهد ثورة هى الاكبر في التاريخ العربي، و ربما كانت الاعظم في التاريخ كله، حيث تجمع ثلاثة ملايين شخص في مكان واحد و دبروا أمورهم بنظام وسلام. انها ثورة نظيفة منظمة سلمية.

الكاتب الصحفي فهمي هويدي: ان ما يميز الثورة المصرية ان الشعب هو الذي استدعى الجيش و ليس العكس. كما ان الجيش في موقفه كان وفياً للشعب. و قائماً بدوره التاريخي كحارس للوطن.

و للطب النفسي رأي في دور الثورة المصرية كعلاج نفسي للمصريين، الدكتور خليل فاضل اخصائي الامراض النفسية يقول: ثورة 25 يناير ستقضي على جميع الامراض النفسية في المجتمع المصري. فالثائر لا يصاب بالاكتئاب. و عادة ما يميل الى الابداع. و البعد عن التخريب.

رد الفعل الاطرف على رحيل مبارك كان حينما كنا نحتفل بالتنحي في ميدان التحرير و أذيع بيان يقول: حزن في الشارع الاسرائيلي لرحيل مبارك. و كأن لسان حال اسرائيل يقول: لقد فقدنا رجلاً من اشجع الرجال ... من اخلص الرجال.

كنت اود ان اسجل قائمة بأسماء الشخصيات اصحاب المواقف (اللي مش ولابد) لكنني اميل الان اكثر الى الرأي الثاني،  وارى ان التسامح ضروري في تلك الفترة؛ خصوصاً ان اغلب الفنانين المعارضين للثورة جاءوا يبكون بعد تنحي الرئيس والمخاط يملئ مناخيرهم يصرخون: احنا اتضحك علينا. احنا كنا مخدوعين ... احنا اتاخدنا مقلب حرامية.

ثورة 25 يناير انهت عمر ثلاثة انظمة؛ لو اختلفنا عليهم فلابد ان نتفق على ان مصر كانت تسير خلال الثلاث عهود من سيئ الى اسوأ، ثلاثة عهود جاءت بعد ثورة يوليو التي رفعت شعارات كنا نأمل ان تتحقق ولو جزئياً، لكنها صارت فيما بعد اشبه بالنكات التي يتبادلها المسجونون داخل زنازينهم.

استخدمت ثورة يناير الاساليب الحضارية للتعبير عن المطالب، و استخدمت لغة العقل وبعدت عن الهمجية والعنف ولعب المثقفون دوراً رئيسياً فيها، فانطلقت الثورة من الفيسبوك وامتدت الى ميدان التحرير حيث النور ولم تعمل في الظلام لحظة (حتى عندما ألصقت بها التهم، كانت تهماً تليق بالطبقة النظيفة .. كنتاكي واجندات.)

للثورة خسائر تمثلت في 70 مليار جنيه خسائر للبورصة المصرية في آخر جلستي تداول يومي 26 و 27 يناير ووصلت خسائر قطاع الصناعات التمويلية الى 630 مليون دولار، وخسائر البناء والتشييد وصلت الى 760 مليون جنيه، وخسرت السينما المصرية حوالي 100 مليون جنيه، والخسارة الكبرى كانت لقطاع السياحة حيث وصلت الى مليار دولار، و لكن ...
إن الحديث عن خسائر الثورة بشكل مطلق دون النظر الى الخسارة التى كبدها المجتمع المصري على مدار 30 عاماً من السلب والنهب وإهدار المال العام هو حديث غير موضوعي ينظر للموقف من (ثقب إبرة) .. عزيزي المهاجم للثورة بدعوى وقف الحال وهل كان الحال ماشي اصلاً؟

كان النظام دائم السخرية من الوطن و من شبابه ويحكي الاستاذ عبد الله السناوي رئيس تحرير جريدة العربي الناصري انه كان هناك لقاء ودي بين مبارك وبعض المثقفين بعد عودته من رحلته العلاجية الاخيرة من المانيا، وقالوا له ان امامه فرصة ذهبية ليدخل التاريخ من اوسع ابوابه مثلما دخل الرئيس الراحل أنور السادات التاريخ بحرب اكتوبر و عبد الناصر بتأميم القناة ومشروع السد العالي وذلك بأن يحول مبارك مصر من بلد ديكتاتوري متخلف الى دولة ديمقراطية بإجراء انتخابات نزيهة، لكن كانت المفاجأة ان مبارك قال لهم: لا عاوز ادخل التاريخ ولا الجغرافيا ...!