الخميس، 27 يناير 2011

للأسف اقسمت ان اكون مخلصاً


عندما انعم الله علّى بنعمة التنفس على وجه الكرة الارضية واصبحت مصرية وبلغت سن المدارس والتحقت بالتعليم وحشر الدماغ بما لا يفيد او ينفع وحمل الاثقال على الظهور للتدريب على تحمل العناء فوق الاكتاف فى الكبر وهذه هى الحكمة الخفية التى ادركتها فيما بعد.

كنت اندهش من انفعالى وصدقى واخلاصى فى ترديد تحية العلم التى قد تصل لبعض الاحيان ان تدمع عيناى، واتسأل لماذ بداخلى كل هذه المشاعر ولماذا تتجه انظارى نحو العلم واردد التحية بكل هذا التأثر وهل سوف استفيد منه ام لا وبعد ذلك انفجر فى الضحكات سخرية من نفسى.

فى صباح يوم عجيب اتهبلت فى عقلى عندما اقدمت على الوقوف فى مقدمة ""الطابور" المدرسى المقدس وعندما وقع الاختيار على صفى وعلى ان تقوم بنت بتحية العلم، اصبحت انا التى وقع عليها هذا العناء وليس العناء فى اننى لم اكن حاملة للقسم – ياريت- لكن لان لسانى سوف يلفظ الفاظ سوف اتحاسب عليها امام الخالق عز وجل.

تذكرت نص القسم الذى كان معلقاً اسفل صورة ولى امرنا الاكبر وبالتأكيد لا اقصد مدير المدرسة مش ناقصين الذكاء الخارق دلوقتى وتذكرت من سبقونى فى هذه الكبوة وهم يخرجون القسم من اعماق قلبهم، استجمعت قواى العاطفية والعقلية والذهنية وبأغلى نغمة فى حنجرتى المحترمة وانطلقت: "اقسم بالله ان اكون مخلصاُ لجمهورية مصر العربية".

بعد ذلك قمت باللوم على نفسى كيف اتلفظ بتلك الكلمات –استغفر الله العظيم يارب- وانا لا استطيع ان اكون يوماً ما بتحمل مسئوليتها ولكن كنت دائماً اتذكره واحاول اتعامل به حتى جاء اليوم وشهدته بعينى قبل ما اموت وهو استنفار الجموع الغفيرة فى شوارع المهروسة "المحروسة سابقاً" ويطالبون بحقوقهم ويأملون فى التغيير.
ولظروف خارجة عن ارادتى وقد شاركونى فيها الكثير من اصدقائى وصديقاتى لم اشارك فى الهتاف ولم اكن رفيقة احدهم فى المعتقالات ولا الجراح ونزيف الدماء ولكن بما اننى اقسمت ان اكون مخلصة لقد قمت بتحضير "العدة" وهما قلمى واوراقى اصدقاء الكفاح لكى اعبر عن حقى فى المهدور واملى فى التغيير والتجديد وايضا اعبر عن حبى وتكون هذه اول مرة اعترف فيها بحبى لبلدى مــصــر ام الدنيا.

الجمعة، 14 يناير 2011

عندما يصبح القلم ... اعز ما تملك


ماذا تفعل اذا استيقظت يوما ووجدت نفسك وحيدا بعد ان فقدت احد من ذويك وهو يظل على قيد الحياة ويتنفس ولكنك لم تعد تراه او تسمعه او يعد قيمة حقيقية فى حياتك.
يمكنك التغلب على كل هذا بعيداً عن من هو من دمك وتبحث عن اسرة لا صلة لك بها لكى تعوض نقص قد اصاب قلبك ومشاعرك وخاصة اذا كنت ذات مشاعر جياشة.
من هم تلك الاسرة الجديدة التى سوف تبحث عنها، هل تبحث عن حبيب، ام عن صديق، ام عن من يملأ فراغ الاثنين معاً. هل تجد هذه المهمة سهلة ... انها مهمة العمر الذى قد تفقده فيه ولم تنجح فى الوصول لهدفك الحقيقى.
هل خوضت تجربة البحث عن حبيب، ان كانت الاجابة بـ "نعم" سوف تكون مجروح القلب مدمع العين حتى ول كانت تلك الدموع غير ظاهرة للاخرين بل من يمكلون عيون القلوب والمشاعر سوف يرونها.
اذا من كنت تبحث عن حبيب، الحبيب لم يُبحث عنه انه تلك الهدية الآتية من السماء وان كنت تبحث عنه ووجدته فسوف يكون السبب فى هلاكك.
ولكن ليس كل هدية تُبعث لك تكون من الضرورى من السماء انما احياناً تأتيك لكى تكفر عن ذنوبك او تزيدها وذلك يترتب على صفو نيتك.
هناك من يأتيه الحبيب من حيث لا يدرى او يحتسب ويعطيه كل من يملك من مشاعر وقلب صافى وحب لا تشوبه شائبة ويقابل كل هذا بجرح عميق، جرح قد يجعل حامله يجرح كل ما تراه عينه كى يراه كل من حوله يعانون من جرح مثله، بحق السماء هل يسمى ذلك حبيب او ان هذا حب من بادئ الامر.
هناك مثال اخر اكثر مرارة وهو ان من يتظاهر بالحب هو شخص عزيز عليك وتحبه حب خالص لوجه الله وتعتبره مثلك الاعلى ولكنه لا يقدّر كل هذا ولا يرى الا ما هو يريده ويزرع خنجر ملوث باخلاقه الدنيئة فى ظهرك ينفذ الى قلبك ويجعلك صريع الموت.
وعندما تحاول البحث عن صديق تشاركه احزانه وافراحه ومشاعره السلبية والايجابية فقد تجده مع الوقت سراب وشيئ لم يكن وان مش شاركته العديد من اللحظات هو شخصية خيالية تسكن فى نصف مخك اللايمن ولم توجد فى الواقع او على سطح الارض، يالها من صدمة مروعة.
تخيل حياتك حلم طويل يدور فيه ما هو حقيقة وما هو كامن بداخل عقلك الباطن وماهو خيال من صنع الاحلام واستيقظت فجأة وجدت نفسك ملقى فى صحراء جرداء غريقة فى ظلام ليلها الدامس لا بداية له ولا نهاية ولا يوجد نجمة تدلك اين السماء واين الارض ذلك هو الكابوس الاروع على الاطلاق، ووقتها تقول يا ليتنى ما استيقظت وتحملت آلام الاحلام انها اكثر رحمة من واقع الحقيقة.
ماذا تفعل اذا وجدت بصيص امل يصاحبه بصيص نور يأتيك من بعيد؟ بكل تأكيد سوف تجرى عليه بكل اشتياق وتحترف المحافظة عليه، تكاد ان تحرق نفسك به كى لا يضيع منك.
لكن بكل اسف جاءت عاصفة من داخلك اطاحت بهذا البصيص وجعلته يبعد عنك مئات الاميال وما عليك الا ان تركض سريعا كى تلحق به قبل ان يضيع تماماً وكلما تركض كلما بعد اكثر واكثر، هل تعلم لماذا؟ لانك استخدمت قانون الغاية تبرر الوسيلة. انك تستخدم الوسائل الخاطئة كى تلحق بها ولكن تلك الوسائل هى نفسها التى تبعدها اكثر واكثر من الاول.
الآن ترى نفسك، انت الذى اصبحت بلا امل وبلا هدف لا يجد مخرج ولا يجد من يسانده بل لاحظت شيئ عجيب. هذا شيئ الذى كان موجود فى حلمك وواقعك الذى اشتاقت للمسته منذ طفولتك وقبل ان تتعلم كيف تستخدمه.
كل الاشياء ذهبت ولم يبقى لك الا قلم، قلم وورقة هم اعز الاصدقاء وابقاهم واعز ما تملك وهو ذاته من سوف يحاول معك تحقيق حلمك الجميل وترك احلامك المزعجة جانباً.
القلم ... الذى يمكن ان يستعيد لك بصيص الامل والنور المفقود بدون ان تركض وراءه، ياله من صديق وفى يساعدك ان تخرج ما بك من الم وكلام واحاسيس غير منطوقين ولم يخلف وعد ابداً ويتركك وحيداً.
عندما يصبح القلم اعز ما تملك ايها التائه الضائع انظر حولك واستدر وجهك سوف يأتيك وجهك سوف يأتيك قلمك بكل ما تتمناه مع كل جرة عندما يقرأها من خانوك وباعوك بأبخس الاسعار ويتهافتون للقائك مرة اخرى على ارض الواقع وسط الانوار ومهما حدث لن تترك قلمك انه اعز ما تملك.

الأحد، 2 يناير 2011

عفواً ... لقد طفح الكيل


لم اعتاد الجدية فى اسلوب تناول مشاكل المجتمع، ولكن ما يحدث لا يوجد له ردة فعل الا الدموع ام عن حال مصر المحزن او لفراق الاحباب والاقارب. ماذا يحدث بكِ يا مصر؟ هناك من وجدها فرصة لعرض افكاره المعارضة وكل ما يهمه هو الذم فى نظام الحكم وهناك من هم من ضعاف العقول والفكر ويحاول اشعال نار الفتنة من الجانبين وهناك من لا يهمه الامر وكل ما يشغله هو اطلاق الفتوى وانصاح الاخرين بتعاليم الدين.

الهتاف بالشعارات لم يكن الحل ابداً وكل ما نسمعه من المواطنين "احنا طول عمرنا عايشين سوا" تلك الجملة التى نسمعها كلما يحدث اى حدث ما ولكننا ننسى معناها الحقيقى فى وقت الشدة عندما يمس اى دين منا خدش بسيط ونهتف ونقول نحن مضطهدين وفلان يكرهنى ولا يريدنى اعيش فى سلام ويتركنى انفذ تعاليم دينى.

عفواً ... لقد طفح الكيل! قف ايها المواطن مغمض الاعين، انظر امامك وسوف تجد الحقيقة واضحة وهى انكما فى سلة واحدة ما يصبك يصب اخاك لما تفرق بينك وبينه وتقول دينه كذا وانا دينى كذا فالدين لله والوطن للجميع وما تم تخريبه هو الوطن وليس الدين.

السبت، 1 يناير 2011

السكر غلّى وانا اجيبله منين!؟


كان زمان من ضمن الفلكلور المصرى الشعبى الاصيل اغنية بتقول "السكر غلّى وانا احايله بأية" وده بيوضح ان السكر بيغلّى من زمان يعنى عشان نبطل ظلم فى خلق الله، فبما ان الحياة بقت صعبة والواحد بقى مخنوق ونوعا ما بقى قليل الذوق من الزحمة اللى فى الشوارع ودخان العربيات والاعلانات فى التليفزيونات والاخبار اللى بتحسس الواحد انه داقق "غربان" فلازم الاغنية هى كمان يطولها شوية من عوامل التعرية وتتغير وتبقى "السكر غلّى وانا اجيبله منين؟" وياسلام بقى لو راجل بيغنيها للغالية ام العيال لان جيوبه نفضت على الاخر.

وقالك اية ... قالك اه السكر هيبقى بعشرة جنيه وده الجزء الجديد من المسلسل الشهير اللى مكسر الدنيا "الغلاء الفاحش" تأليف وسيناريو وحوار واخراج الحكومة وبطولة التجار والمواطن الغلبان بعد ما تمت بحمد الله من كام سنة بدأت بالبيض وكان السبب انفلونزا الطيور وبعد كده الرز واللحمة فى موسم واحد وكانوا مكسرين الدنيا بسم الله ماشاء الله من غير حسد ولا اى حقد لا سمح الله والجديد بقى هو السكر. وطبعا يا مواطن يا اهبل منك له دى خطة محكمة من عند الحكومة الحلوة المسكرة بتاعتنا وفيها مصلحتنا قولتلولى ليه؟! اقولكم انا بقى ليه، هما قصدهم ان لما السكر يغلى يبدأ الناس يقللوا من استعماله واللى كان بياخد اربع ملاعق ياخد اتنين بس ويحترم نفسه ويبطل جشع وطمع وكمان ده هيؤدى ان احتمال الاصابة بمرض السكر يقل اللى بيؤدى للاصابة بامراض تانية وكل دول هيقلوا طبعا مش عشان خاطر سواد عيون الشعب انما عشان يخف عليهم شوية المصاريف والادوية والعلاج على نفقة الدولة ويعرفوا يبعتوا للدول الشقيقة (ومحدش يفهمنى صح فى كلمة شقيقة دى) عشان نساعدهم فى نكبتهم اللى جتلهم من عند ربنا.

بلدنا بتتقدم بينا ولازم السكر عشان محدش يقول حاجة وكمان عشان الشعب يخس شوية ويبطل رمرمة بقى وكل ما حد يتعب يقول نناشد السيد المسعول انه يوافق لنا بالعلاج على نفقة الدولة ولا السفر بره على نفقة الدولة برضه هى الدولة مورهاش غيركوا ولا اية انتوا مش واخدين بالكوا اننا تقلنا اوى على الحكومة ولا اية ... خف تعوم يا مواطن منك له