الجمعة، 14 يناير 2011

عندما يصبح القلم ... اعز ما تملك


ماذا تفعل اذا استيقظت يوما ووجدت نفسك وحيدا بعد ان فقدت احد من ذويك وهو يظل على قيد الحياة ويتنفس ولكنك لم تعد تراه او تسمعه او يعد قيمة حقيقية فى حياتك.
يمكنك التغلب على كل هذا بعيداً عن من هو من دمك وتبحث عن اسرة لا صلة لك بها لكى تعوض نقص قد اصاب قلبك ومشاعرك وخاصة اذا كنت ذات مشاعر جياشة.
من هم تلك الاسرة الجديدة التى سوف تبحث عنها، هل تبحث عن حبيب، ام عن صديق، ام عن من يملأ فراغ الاثنين معاً. هل تجد هذه المهمة سهلة ... انها مهمة العمر الذى قد تفقده فيه ولم تنجح فى الوصول لهدفك الحقيقى.
هل خوضت تجربة البحث عن حبيب، ان كانت الاجابة بـ "نعم" سوف تكون مجروح القلب مدمع العين حتى ول كانت تلك الدموع غير ظاهرة للاخرين بل من يمكلون عيون القلوب والمشاعر سوف يرونها.
اذا من كنت تبحث عن حبيب، الحبيب لم يُبحث عنه انه تلك الهدية الآتية من السماء وان كنت تبحث عنه ووجدته فسوف يكون السبب فى هلاكك.
ولكن ليس كل هدية تُبعث لك تكون من الضرورى من السماء انما احياناً تأتيك لكى تكفر عن ذنوبك او تزيدها وذلك يترتب على صفو نيتك.
هناك من يأتيه الحبيب من حيث لا يدرى او يحتسب ويعطيه كل من يملك من مشاعر وقلب صافى وحب لا تشوبه شائبة ويقابل كل هذا بجرح عميق، جرح قد يجعل حامله يجرح كل ما تراه عينه كى يراه كل من حوله يعانون من جرح مثله، بحق السماء هل يسمى ذلك حبيب او ان هذا حب من بادئ الامر.
هناك مثال اخر اكثر مرارة وهو ان من يتظاهر بالحب هو شخص عزيز عليك وتحبه حب خالص لوجه الله وتعتبره مثلك الاعلى ولكنه لا يقدّر كل هذا ولا يرى الا ما هو يريده ويزرع خنجر ملوث باخلاقه الدنيئة فى ظهرك ينفذ الى قلبك ويجعلك صريع الموت.
وعندما تحاول البحث عن صديق تشاركه احزانه وافراحه ومشاعره السلبية والايجابية فقد تجده مع الوقت سراب وشيئ لم يكن وان مش شاركته العديد من اللحظات هو شخصية خيالية تسكن فى نصف مخك اللايمن ولم توجد فى الواقع او على سطح الارض، يالها من صدمة مروعة.
تخيل حياتك حلم طويل يدور فيه ما هو حقيقة وما هو كامن بداخل عقلك الباطن وماهو خيال من صنع الاحلام واستيقظت فجأة وجدت نفسك ملقى فى صحراء جرداء غريقة فى ظلام ليلها الدامس لا بداية له ولا نهاية ولا يوجد نجمة تدلك اين السماء واين الارض ذلك هو الكابوس الاروع على الاطلاق، ووقتها تقول يا ليتنى ما استيقظت وتحملت آلام الاحلام انها اكثر رحمة من واقع الحقيقة.
ماذا تفعل اذا وجدت بصيص امل يصاحبه بصيص نور يأتيك من بعيد؟ بكل تأكيد سوف تجرى عليه بكل اشتياق وتحترف المحافظة عليه، تكاد ان تحرق نفسك به كى لا يضيع منك.
لكن بكل اسف جاءت عاصفة من داخلك اطاحت بهذا البصيص وجعلته يبعد عنك مئات الاميال وما عليك الا ان تركض سريعا كى تلحق به قبل ان يضيع تماماً وكلما تركض كلما بعد اكثر واكثر، هل تعلم لماذا؟ لانك استخدمت قانون الغاية تبرر الوسيلة. انك تستخدم الوسائل الخاطئة كى تلحق بها ولكن تلك الوسائل هى نفسها التى تبعدها اكثر واكثر من الاول.
الآن ترى نفسك، انت الذى اصبحت بلا امل وبلا هدف لا يجد مخرج ولا يجد من يسانده بل لاحظت شيئ عجيب. هذا شيئ الذى كان موجود فى حلمك وواقعك الذى اشتاقت للمسته منذ طفولتك وقبل ان تتعلم كيف تستخدمه.
كل الاشياء ذهبت ولم يبقى لك الا قلم، قلم وورقة هم اعز الاصدقاء وابقاهم واعز ما تملك وهو ذاته من سوف يحاول معك تحقيق حلمك الجميل وترك احلامك المزعجة جانباً.
القلم ... الذى يمكن ان يستعيد لك بصيص الامل والنور المفقود بدون ان تركض وراءه، ياله من صديق وفى يساعدك ان تخرج ما بك من الم وكلام واحاسيس غير منطوقين ولم يخلف وعد ابداً ويتركك وحيداً.
عندما يصبح القلم اعز ما تملك ايها التائه الضائع انظر حولك واستدر وجهك سوف يأتيك وجهك سوف يأتيك قلمك بكل ما تتمناه مع كل جرة عندما يقرأها من خانوك وباعوك بأبخس الاسعار ويتهافتون للقائك مرة اخرى على ارض الواقع وسط الانوار ومهما حدث لن تترك قلمك انه اعز ما تملك.

0 comments: