الأحد، 11 سبتمبر 2011

الأموات اولاً


هل علينا شهر سبتمبر الذى كان من المفترض ان يرحل فيه مبارك رحيل مُشرف و هادئ و يأتى وريثه من بعده يتربع على العرش و لكن شاء القدر ان يخرج خروج مُذل و يشاهده العالم بأكمله و يكون عبرة لمن يعتبر و رمز لمن لديه مشاكل نفسية.

سبتمبر هو تقريباً شهر الانتخابات بعد ان اتحشرنا فى فترة انتقالية قيل لنا ان الانتخابات التشريعية سوف تكون فى هذا الشهر الموعود بعد ان تم حل "وسط" مجلسى الشعب والشورى اولاً و لا المواد الفوق دستورية اولاً لتكون مثل فاتح الشهية ثم تعديل الموعد و الى اشعار آخر سوف نوافيكم بالتطورات.

بدأت بعض الصحف تقوم بنشر الدوائر و مقارها ويقول البعض ان باب الترشح سوف يفتح فى منتصف الشهر او آخره و من ناحية آخرى قيل ان سوف يتم تأجيل الدراسة فى الجامعات الى اول اكتوبر لآنه سوف يتم تغيير "عتبة" اللجان وستقام فى الجامعات بدلاً من المدارس معنى هذا ان التقدم للترشح و الدعاية والانتخابات كل هذا فى خلال اسبوعين فقط!!

الاهم من كل هذا، هل ستكون الكشوف الانتخابية موجودة ومستخدمة ام لا؟ و هل سيتم اقصاء المتوفيين منها ام لا؟ و هل سيتم اقصاء المتوفيين منها ام سوف يتركونهم للذكرى الخالدة. فى هذه الانتخابات لابد و ان نرفع شعار الاموات اولاً و يتم اقصائهم لضمان انتخابات نزيهة بمعنى الكلمة بقدر المستطاع ولا تكرر خطأ الذين تم خلعهم والذين دائماً كانوا يتباركون بوجود الاموات ومشاركتهم فى الانتخابات و ادلاء اصواتهم لمرشحى الحزب اللى ما يتسمى. 

الأربعاء، 17 أغسطس 2011

العزاء .. واجب


نتقدم بخالص العزاء لثوار 25 يناير فى وفاة الثورة المصرية العظيمة-رحمة الله عليها- بعد ان اُصيبت بجروح خطيرة عندما هاجمها حُماها كما فعلت الدبة فى صاحبها – وبلاش نفسر عشان ميتحققش معانا ويقولوا اساءة-. انه يحذو فى نفسى ما تلقاه الثورة المصرية من اساءة و اهانة على يد من قاموا بحمايتها و كأنهم لم يفعلوا شيئاً و لا باركوا نجاحها ولا كأنها بتاعتهم اصلاً.

انه يؤسفنى ويؤلمنى ان توصل الثورة الى درجة الغليان ويتركها من قاموا بحمايتها حتى تتبخر ويتجاهلوا انها بدأت فى الاختفاء و كأنهم سعيدين بهذا .. ماذا يحدث؟، ليس هناك من يفسر و ليس هناك سبب واضح! ولا نجيب بقى اليهود ويقولوا لنا ليه بيحصل كده؟

هل من اللازم ان تطول فى الحديث ونزوّد كلمات المقالات كى يشعر القائمين على الفترة الانتقالية ان ملامح الاشهر القادمة غير واضحة؟! ليس هناك جدول زمنى ولا خطة و مر ستة اشهر و ليس هناك الكافى لكى نقول اننا قد نجحنا بل هناك الكثير الذى يثير الغضب والاستياء مثل قلّب الرأى العام على شباب التحرير وتردد كلمة "قابضين" حتى الآن حتى انها اصبحت ماسخة بلا طعم ولا رائحة على الاطلاق و اهم من كل هذا محاكمة 12000 مدنى امام محاكم عسكرية و انهم ليسوا اية مدنيين بل ان منهم ثوار لم يفعلوا شيئ يدينهم لهذه الدرجة و عندما احد يتكلم عن الجناة وبُطئ محاكمتهم نقول قصائد و اشعار فى نزاهة القضاء و انه يجب ان العدالة تأخذ مجراها و هنا نتسأل لماذا لا تأخذ مجراها مع الشباب امام القضاء العسكرى .. اننا لم نخطئ فى حق قضائنا وندعى الله ان يكون نزيه بدرجة 100% و انه آخر قشة نتعلق بها بعد ان الكل خذلنا فى تلك الفترة الحساسة.

ان الثورة اصبحت تاريخ و ذكرى ايضاً يمكن ان ندخلها فى حواديت لأطفالنا بدلاً من ان تُكتب و تدّرس فى الكُتب المدرسية. كان ياما كان، كان فى ثورة زمان قامت فى 25 يناير واتداس عليها بالبيادات وتوارت خلف القضبان الحربية.

الخميس، 11 أغسطس 2011

لعنة الفراعنة - أنيس منصور


بالرغم من ان الكتاب يحتوى على بعض اخطاء معلوماتية التى استفزت المرشد السياحى الكامن فى داخلى بكل ما يحتفظ من معلومات للزمن و لكنى وجدت فيه بعض الفقرات المشوقة على مدار فصوله و لم اعرف اذا كانت صحيحة ام لا، و سوف اعرضها احتمال ان تكون صحيحة ويستفاد منها الآخرون.

*الطبيب الالمانى فلهلم فيلس له نظرية تقول: ان كل انسان له "دورة شهرية" فى هذه الدورة تكون له قوة جسمية و عاطفية و عقلية و هذه الدورة لها اول و قمة و آخر فالدورة الجسمية طولها 27 يوماً و الدورة العاطفية طولها 22 يوماً و الدورة العقلية طولها 33 يوماً و كثيراً ما تلاقت الدورات الحيوية بين بعض الناس، فيتصرفون بصورة متشابهة.

فى معظم العواصم الاوروبية شوارع تقع فيها الحوادث. هذه الشوارع معروفة بإسم شوارع الموت. ففى ألمانيا شارع معروف ومكان محدد من هذا الشارع تقع فيه الحوادث بإنتظام و لذلك فهم يحذرون الناس من السير بسرعة او الانحراف بشدة .. تماماً كما يحدث عند مدينة دمنهور او قبلها او بعدها فمعظم حوادث الطريق الزراعى تقع عندها. و لذلك فيمكن ان يقال ان هناك "لعنة دمنهور."

*فى سنة 1959 اهتدى احد العلماء و اسمه درابل الى ان "الشكل الهرمى" له اثر كبير على تحنيط الجثث. ان الشكل الهرمى يساعد على ذلك. بل ان العالم درابل قد جرب وضع السمك فى داخل الاجسام الهرمية الشكل. فلاحظ ان وزنها قد نقص بعد 13 يوماً .. و عندما وضع البيض لمدة 43 يوماً نقص وزنه من 52 جراماً الى 12 جراماً. حتى السمك لم تظهر له رائحة .. اكثر من ذلك انه استخدم الشكل الهرمى فى "تحديد" امواس الحلاقة اى جعلها حادة اذا وضعها لمدة اسبوع .. فهل الفراعنة يعرفون هذه الخصائص كلها؟

*مأساة العالم الفرنسى الشاب شامبوليون (1790 – 1832) فهى من اعجب ما عرف الانسان. فهذا العبقرى الفرنسى قد تنبأ الفلكيون بمستقبله قبل ان يولد. فقد قال احد الفلكيين لأبيه: سوف يكون لك ابن هو "نور الحضارة الانسانية." اما الاب فرجل يبيع الكتب. و قد فتح شامبليون الصغير يديه وعينيه على الكتب الضخمة وخصوصاً "الكتاب المقدس" فعندما كان شامبليون فى الخامسة من عمره كان يحفظ صفحات كاملة من الانجيل قبل ان يعرف القراءة والكتابة. و اشفق الاب على ابنه فأبعده عن الكتب. فسرقها الطفل و اعطاها لأمه وللجيران لكى يقرأوا له .. أما اخوه الاكبر فقد كان مهتماً بالآثار المصرية. وتمنى لو ان نابليون قد اخذه معه الى مصر. و لكن نابليون لم يفعل. فانصرف الاخ الاكبر الى التجارة. و لكن حزنه عميق. و فى يوم اشترى نسخة من مجلة تصدرها الحملة الفرنسية فى مصر. و فى هذه المجلة سطور تقول: ان الحملة الفرنسية قد اكتشفت حجراً عند رشيد. و الحجر مكتوب عليه بثلاث لغات: الهيروغليفية والقبطية واليونانية .. وبعث لأخيه بهذه المجلة و كان شامبليون الصغير فى التاسعة من عمره. و أرسل الاخ الاكبر خطاباً لأخيه الصغير يقول له: لعلك تنجح حيث فشلت أنا!

وحاول الطفل فك رموز هذا الحجر و ظل عاكفاً على هذه المعضلة اللغوية التاريحية واحداً وعشرين عاماً!

و فى سنة 1807 راح يدرس اللغة القبطية .. و اهتدى الى ان النص اليونانى المنقوش على الحجر يضم 486 كلمة يونانية و 1419 كلمة هيروغليفية. و طلب شامبليون عشرات من النقوش الموجودة على المسلات الفرعونية فى عصور محددة. لعله عن طريق معرفة اسم "كليوباترة" ان يهتدى الى بقية حروف الهجاء.

و فى يوم 14 سبتمبر سنة 1822 اهتدى الى اسمين آخرين هما: رمسيس و تحتمس ثم راح يضع امامه تفسير الحروف والكلمات كلها .. و اذا به يقف على المنضدة صارخاً: وجدتها وجدتها! ثم يسقط على الارض فى حالة إغماء لمدة خمسة ايام. و بعد ان أفاق سافر الى مصر على رأس بعثة اثرية ليتحقق من هذا الاكتشاف العظيم الذى اهتدى إليه. و عند عودته من مصر اصيب شامبوليون بالشلل. و بعد ذلك بالهذيان التام .. وبالإغماء الطويل ليموت و هو لم يكمل بعد الثانية والاربعين.

*أما عالم البكتريا الفرنسى روفر الذى كان استاذاً بطب القاهرة و رئيساً للصليب الأحمر المصرى فقد اكتشف البكتريا فى مومياء فرعونية ووجدها فى الرئتين و الكبد كما انه وجد دودة البلهارسيا فى كليتى ميت من الاسرة العشرين. و هو الذى اكتشف ان الملك رمسيس الثانى (1310 – 1234 قبل الميلاد) و الذى بنى معبد ابو سمبل قد توفى بتصلب الشرايين.
و فى اللغة الفرعونية القديمة كلمات كثيرة تدل على ان الموت ليس ألا نوماً .. او انتظاراً ليقظة اطول واروع – آى يقظة مروعة او رائعة-.

*وبدأت ظاهرة معروفة عند الروحانيين بظاهرة "الاستغراب" او "التغريب" اى ان الوسيط يتكلم لغة لا يعرفها و لم يدرسها .. و هذا ما حدث. فقد كانت المتكلمة سيدة اسمها "تليكا" .. ثم قدمت نفسها بأنها "نونا" اى التى ليس لها اسم. و انها حددت بالضبط العصر الذى عاشت فيه وغرقت فيه ايضاً. هذه السيدة هى ابنة ملك بابل التى تزوجها امنحتب الثالث ابو اخناتون. و بمراجعة آثار "تل العمارنة" اهتدى علماء الآثار الى ان هذه السيدة هى الوحيدة من زوجات الملك التى ليس لها اسم. فقد محوا اسمها من كل الآثار ..ثم انهم اغرقوها فى النيل قبل ذلك. فقد كان لها سلطان عظيم على الملك.

وبتسجيل صوت "الوسيط" و عرض كل الذى راحت تهذى به على علماء الآثار أكدوا أن هذه لغة فرعونية صحيحة. و أن هذا الذى قالته يكشف عدداً من الحقائق قد حار المؤرخون فى الوصول اليها. فلم يكن احد يعرف اين ذهبت الزوجة البابلية .. ولا لماذا لم يرد اسمها فى اى اثر .. اخطر من ذلك ان "تليكا" هذه قد كشفت عن طريق "الوسيط" كثيراً من اسرار الحياة و علم الكهنة .. فمثلاً قالت: ان الفراعنة كانوا يعرفون الكهرباء .. و انهم كانوا يعرفون اشياء كثيرة عن الجاذبية الارضية. و لكنهم كانوا يفضلون استخدام الكيمياء او التفاعلات الكيمياوية، و انهم اهتدوا الى سر الكثير من المواد.

*ليس مستبعداً ان يلجأ الكهنة فى حمايتهم للملك الى استخدام السموم. فالكهنة قد عرفوا السموم واستخدموها. و الوثائق التاريخية تؤكد ذلك. بل ان الملك مينا نفسه قد زرع اشجار السموم .. و كان الاغريق القدامى يستوردون السموم من مصر. نفس السموم التى انتحر بها سقراط .. بل ان حاكماً لآسيا الصغرى (تركيا الآن) كان يخشى اعداءه ان يضعوا له السم. هذا الحاكم اسمه يثيريت كان يضع لنفسه السم فى طعامه ليعتاد جسمه عليه، حتى اذا شرب الكأس المسمومة التى يتوقعها، لم تكن آلامه مبرحة!

اما العلم الحديث فهو يقترب من الفكر الفرعونى اى الطب الفرعونى. فقد اهتدى العلماء الى نوع من السموم اسمه "سم الموتى." هذا السم يظهر عندما يتحلل الجسم الانسانى .. و هذا السم لا يخرج من الجسم نفسه، و انما من المواد التى يصنعها "الحنوطى" – أى الحانوتى- على جسم الميت .. ثم اذا تعرضت للهواء .. صحيح ان الجسم الحى، اى جسم، يفرز مادة اسمها "الاجسام المضادة" .. مهمتها ان تقاوم السموم التى تنفذ الى جسم الانسان كل يوم. و من المهم جداً ان نسأل: هل تحتفظ هذه السموم بفاعليتها ألوف السنين؟ ولماذا؟

هل يمكن ان يقال ان الفراعنة قد اكتشفوا الغازات المهلكة للأعصاب؟ والجواب على ذلك: نعم .. لأن هذه الغازات عبارة عن ابخرة بسبب التحلل للاجسام الملكية التى ماتت. و من هذا التحلل تخرج هذه الابخرة التى تدخل انف كل من يفتح مقبرة .. او يقترب من المقبرة الملكية وخاصة ان بعض المقابر كانت بها فتحات.

والذى يقرأ كتاب "السموم التاريخية" المشهور يجد ان الفراعنة قد عرفوا السموم ذات الرائحة .. والسموم التى لا رائحة لها .. والسموم التى تغلى عند درجة 26 مئوية وتكون لها ابخرة .. والسموم التى تقتل باللمس، والتى تقتل بالرائحة .. والتى تقتل اذا لامست الاوكسجين .. وعرفوا السموم المسحوقة والسموم النباتية المائية .. والسموم التى فى الحشرات الميتة فى المقابر .. والسموم التى تخرج من فتحات المقابر فى نفس اللحظة التى تقترب منها اللصوص ..

من المؤكد ان القليل من المواد المشعة يكفى للقتل .. والمواد المشعة تختلف تماماً عن السموم .. فالسموم يمكن ابطال مفعولها .. أما المواد المشعة فهى تتزايد و لا تنقص ثم انها تبقى فى الجسم ولا تتحول كيميائياً الى شئ اخر. ووجودها يؤدى الى خلل فى بناء الخلايا.
لقد حدث من عصور قديمة جداً ان عرف الانسان اثر العقاقير على عقله .. فقد تعاطى الناس فى كل الحضارات القديمة هذه الاعشاب التى تحرك خيالهم وتجعلهم يتصورون انهم يعيشون فى جنات او فى جهنم .. ان الكاتب الكبير جوليان هكسلى قد جرب مادة المسكالين على نفسه وسجل ما يشعر به بعد ذلك .. انه رأى عالماً عجيباً من الالوان والاشكال والاحجام، عالماً تحولت فيه كل صورة الى لون .. ان الشاعر الكبير جريفز الذى درس الاساطير الاغريقية يؤكد لنا اليوم ان الاغريق كانوا اكبر حشاشين فى تاريخ الانسانية. وانه من وحى الحشيش تحولت الجبال الى حيوانات والحيوانات الى آلهة .. و الآلهة الى حيوانات .. واصبح الصغير جداً كبيراً جداً .. الى آخر الاساطير الاغريقية كلها.

*ملايين الناس اليوم، ليس عندهم استعداد لأن يموتوا فى سبيل الحب .. و إن كانت ملايين آخرى قد ماتت لانها لم تجد الحب .. فما الذى يجده الناس فى الحب؟ انهم يجدون "دوراً" فى لعبة مقدسة .. اذا اعطيتها اصبعك سحبت يدك، واذا اسلمتها يدك شدت ذراعك، واذا تركت لها ذراعك استولت عليك واستدرجتك الى حالة لا هى نوم ولا هى يقظة، لا هى سعادة ولا هى تعاسة، لا هى حياة ولا هى موت .. ولكنها حالة يهون معها كل انواع العذاب .. هذا هو الحب .. او نوع من الحب .. فهل هو شيئ ضرورى لأحد؟
 ..
*لأن الانسان يعيش بحكم العادة. أى له مجموعة من العادات. يلجأ اليها ويستريح معها فى النهاية. فالإنسان هو ابن العادة. و كما ان الانسان حلقة فى سلسلة فى أناس سبقوه. فعاداته انه حلقة فى سلسلة من افعال قام بها واستراح اليها. ويقول جورجيف ايضاً: ان الذى يدخن السجائر عبد لها، والذى لا يدخن السجائر عبد لعدم التدخين .. فالإنسان يجب ألا يكون عبداً لكلمة: نعم .. ولا عبداً لكلمة: لا! وانما يجب ان يدخن من حين الى اخر .. فلا خوف عليه .. ويجب الا يكون هناك خوف.

*ايها الانسان انت اكبر واعظم واروع مما تتصور ولكنك لا تدرى. فلا عندك وقت ولا عندك صبر ولا لك رغبة. فأنت ضحية دنياك الضيقة.

الاثنين، 8 أغسطس 2011

أعرف شخصيتك من مكان خاتمك

لا يوجد احداً منا لم يلقى بالاً ان يهتم بمعرفة شخصيته وخاصة اذا كان من المستخدمين القدامى للفيس بوك الذى جعل اشخاص كثيرة و انا واحدة منهم شغوفين بمعرفة شخصيتهم عن طريق تفاصيل صغيرة جداً مثل مكياج عيون البنات وطول رموشها واحياناً لون طلاء الاظافر المفضل لها و هناك خط القلم وخطك انت شخصياً ووضع نومك و اذا كنت تحب ان تنام على الكنبة ام على السرير و هذا يفرق كثيراً.

مبدأياً نقوم بثواب صغير و هو ان نعرفك اسماء اصابعك بدلاً من ان تشير اليه حسب مكانه مثل صباعى الكبير والصغير و اللى جنب الوسطانى من ناحية الشمال و الآخر من اليمين و هكذا. الآن، قم بفرد يديك ونبدأ: الصباع الكبير يسمى الابهام، يليه السبابة ثم الوسطى بجانبه البنصر والصغير الامور ده يسمى الخنصر و اذا كانت معلومات جديدة بالنسبة لك فلا تنسى الدعاء لعبد الله الفقير – أنا- و أعوذ بالله من قولة أنا.

و قد تجد بعض التفسيرات على المنتديات و سبحان الله كلها مميزات ليس هناك عيب واحد فى اى شخصية جميعهم حلويين وطيبين وذات نفسية ملائكية كالآتى:

  • الابهام: شعور عال بالذات و ثقة زائدة الى حد الغرور.
  • السبابة: تواضع و سعة صدر و السماحة لدرجة التفريط فى الحقوق الشخصية حتى لا يغضب منها الآخرون بحاجة الى قدر اكبر من الثقة بالنفس والشعور بالأمان.
  • الوسطى: يدل على عقلية ناضجة تعشق المثالية فى السلوك والتصرف لذلك فهى عرضة لتأنيب الضمير عند اقل هفوة، لا يعجبها الانسان السطحى الذى يهتم بالمظهر دون الجوهر و لكن يعيبها محاولة فرض ارائها على الاخرين دون ان تدرى.
  • الخنصر: تتحمل متاعب غيرها بصبر و استسلام احياناً وخصوصاً فيما يتعلق بالاسرة رغم اعتقادها بأنها شخصية متميزة تتمتع بقدرات خاصة لا تملكها غيرها.
  • البنصر: انه يدل على شخصية تتمتع بالمشاعر الرقيقة والشفافية، لا تتقبل فكرة التنازل عن ارائها، كلامها يحمل صيغة الامر دون ان تشعر و لكن الاخرين لا يفهمون طبيعتها الجادة و التزامها لذلك فهى بحاجة الى تعلم المرونة فى التعامل و مراعاة ظروف و طبائع الاخرين.
  • اذا رفضت المرأة ارتداء الخواتم او اكتفت بدبلة الخطوبة او الزواج فإن يدل ذلك على شخصية غير نمطية تحب التجديد و تكره المظاهر كما تكره النفاق والزيف و تميل الى الوحدة، متهمة من الاخرين بالغرور و لكنها فى الحقيقة متواضعة جداً تفضل السهر مع كتاب او مجلة او فيلم هادف او برنامج ثقافى على الاشتراك فى حفل يشارك فيه المشاهير و النجوم.


و بعيداً عن هذا الكلام هناك تفسيرات اخرى مثل ان ارتداء الخاتم فى الابهام له مغزى غير اخلاقى -  خليكم كده بناركم مش هقول اية هو – و ارتداء الخاتم فى السبابة يدل على شخصية متسلطة لا تطاق اما عن الخنصر فأنها مرتبطة و عايشة دور المخطوبة و مرتدية الخاتم بدلاً من الدبلة او انها تبحث عن عريس و تقوم بلفت النظر وذلك عبر نظرية الممنوع مرغوب، و فجأة اصبح ارتداء الخاتم فى اى صباع علامة على الارتباط و هذا ايضاً بالنسبة للشباب و خاصة من نوع "السرسجية" هم الوحيدين الحريصيين على مشاعر "الحتة" بتاعتهم و ارتداء خاتم يشبه الدبلة ايضاً حتى لا يكون مطمع للبنات الآخريات. و هناك بنات يرتدن الخواتم فى اصابع قدمهن و هذا دليل كبير على الفراغ و انها مش لاقية حاجة تعملها.

بعد الثورة:

بما ان كل شئ قد تغير بعد الثورة فلابد ان تفسير مواضع الخواتم ودلالته على الشخصية وميولها يتغير ايضاً و هو كالآتى:

  • الابهام: حزب الكنبة و هو يدل على الانتخة و ان هذا الشخص لا بيعجبه العجب ولا الصيام فى رجب و يحمل عجلة الانتاج على رأسه و زاعق.
  • السبابة: مؤيدى المجلس العسكرى و يدل على ان هذه الشخصية تحب تقديس الرموز و خاصة من منهم يستخدم هذا الاصبع فى القاء الخطب مع ارتفاع طفيف فى نبرة الصوت مع تضخيم الحنجرة ونفشها ليعطى عجلة الانتاج زقة.
  • الوسطى: اسلاميين و هو يدل على ان هذه الشخصية تحب ألا تخرج عن الشرعية او المادة الثانية من الدستور و ترغب فى ان تغزو الدورة البرلمانية القادمة بجدارة.
  • البنصر: يدل على الشخص التحريري الثائر و الناشط السياسى هذا اذا كان يرتديه فى اليد اليمنى اما اذا كان البنصر الايسر فأعرف انه مدّون لسانه ظفر و يحب الشتيمة والالفاظ الخارجة والنابية اكتر من نن عينيه.
  • الخنصر: شخصية ازدواجية انفصامية فولاذية لا تعرف له اذا كان تحرير او روكسى او يحب الجلوس على الكنبة و هو ينتظر مشاهدة مسلسل فيفى عبده فى رمضان.

و اخيراً، احب ان انصح احبائى ان يخليهم فى السليم و لا يرتدوا اياً من الخواتم فى اى من الاصابع لحسن يصحوا الصبح يجدوا انها اصابع خارجية و على رأى المثل امشى عِدّل يحتار مجلسك فيك.

الجمعة، 5 أغسطس 2011

الراجل اللى نايم ورا جمال وعلاء مبارك

مين الراجل اللى نايم ورا جمال وعلاء مبارك ... يوم 3 اغسطس كان فى راجل نايم ورا جمال وعلاء مبارك وعاملين حيطة ادامه عشان محدش يشوفه ... ياترى مين الراجل ده، الجميع يتسائل ومحتار  

الخميس، 14 يوليو 2011

فين رُخصّك؟ (2)


ايماناً منا بقدسية النظام فى مصر و لأنه مقدس يبقى لا يجوز استخدامه فأصبح ملوش اى وجود فى حياتنا تماماً فظهر  لكل شيئ رخصة للتنظيم مثل: رخصة قيادة، رخصة ممارسة الارشاد السياحى، رخصة تعليم (لم تنفذ الحمدلله) و اخيراً رخصة قيادة دولية للحاسب الآلى -  يا سلام يا ولاد – بعدها تأخذ جهازك وتلف بيه فى الشقة. و من اللازم ان تأخذها قبل ان تخرج او انك سوف تخلد فيها و ايضاً تم فرضها على بعض الموظفين و المدرسين و يا سيدى على الشايب لما يروح الكُتّاب، و يبدأ البحث عن قريب او معرفة او حتى غريب لكى يأخذ شهادة مضروبة ونمشى الامور ومتقولش لحد.

من المفترض ان تأخذ هذه الرخصة من الجامعة التابع لها اذا كنت طالباً و للموظفين فهناك اماكن محددة لهم يأخذونها كمنحة لتسهيلها عليهم وايضاً فى الجامعة النظام كذلك للجميع حتى الخريجيين الا طلاب الفرقة الرابعة "الغلابة" يا عينى عليهم، اى من تفاجئ بهذا القرار سوف يكوع من جيبه لكى يستطيع الخروج من الجامعة والالتحاق بدكة الخريجيين او العاطلين – مش فارقة كتير -.

تيسيراً منهم على الكتاكيت الخريجيين قامت بعض الشركات والمكاتب مجهولة الهوية بالتلصص على الارقام الخاصة بالطلاب و الاتصال بهم و زغللة اعينهم بمجانية الدورة التدريسية لمنحة رخصة قيادة الهبل ع الشيطنة و كل ما عليك هو ان تقدم وتدفع و بعد ان يتم جمع الاموال من فرقة او فرقتين بأكملها يرفع شعار "أمك فى العيش ولا طارت!"

و بما ان ما باليد حيلة و لابد ان يكون معك رخصة و يقول لك فرد الامن و انت خارج على بوابة الجامعة "فين رُخصّك؟" و اذا لم يجد معك الرخصة فسوف تجلس محبوساً بالداخل حتى تقدم رُخصّك، و تخرج منها على خير ونقولك لك "كفارة يا معلم."

السبت، 9 يوليو 2011

رسالة وداع الى جامعة عين شمس


جامعة عين شمس تعتبر ثالث اقدم جامعة مصرية، تأسست فى يوليو 1950 تحت اسم "جامعة ابراهيم باشا". تشاركت مع الجامعتين – جامعة القاهرة او فؤاد الاول و جامعة الاسكندرية او فاروق الاول – فى انجاز رسالة الجامعات واحتوت الطلب المتزايد من شباب التعليم العالى وشملت عدد من الكليات والمعاهد الاكاديمية التى طورت مؤخراً فى الجامعة و تعد الجامعة من الجامعات العربية المرموقة.

بعد ثورة 23 يوليو 1952، اقترح ان تكون اسماء الجامعات المصرية لها جذور ومعالم تاريخية من البلاد هكذا فى 21 فبراير 1954 تغير اسم الجامعة الى هليوبوليس، و بعد ذلك تغير فى نفس السنة الى اسمها الحالى عين شمس، الاسم العربى لهليوبوليس او اون التى كانت اقدم جامعة فى التاريخ. جامعة اون تأسست من حوالى 5000 آلاف سنة مضت، و كان عندها شهرة واسعة و مركز من المعرفة و التعلم خصوصاً فى علم الفلك و الهندسة و الطب.

شعار الجامعة هو المسلة و الصقران، يؤسس رابطة بين الاسم و التاريخ القديم للجامعة تمثل المسلة بيت الحياة فى مدينة اون بينما الصقران يرمزان لبيت الآله المصرى فى ذلك الوقت. ان الجامعة الآن واقعة فى منطقة قصر الزعفران، الذى بنى اثناء حكم الخديوى اسماعيل سمى القصر بهذا الاسم لأن المنطقة المحيطة به كانت مشهورة بمزارع نبات الزعفران.

منذ اربع سنوات عندما دخلت الجامعة لاول مرة بكل فرحة بعد تعب عامين كاميليين من الثانوية الجاحدة على امل اننى سوف اكمل مسيرة المذاكرة بنفس الطريقة و لكن سرعان ما ريحت و خدت على الانتخة شوية شوية بدأت اعمل نفسى مش واخدة بالى من مواعيد المحاضرات و بدأت اشاهد المظاهرات التى كنت اشاهدها فى التلفاز – اية التلفاز ده قصدى التليفزيون يعنى – او اسمع ان هناك تظاهرات فى الجامعة و اول مظاهرة شاهدتها كانت اخوانية احتجاجية على ما حدث فى انتخابات اتحاد الطلاب، الانتخابات التى كانت لا تجرى او يأخذ بها من الاساس و أدت الى مشاجرة امام قصر الزعفران و تتوالى الاحداث، و الحكايات لا تنتهى.

عندما جاء آخر يوم فى الدراسة شعرت بحنين وارتباط بالمكان و كأنه منزلى الذى ارتاح فيه يوجد به اهلى و هم زملائى حتى من لم يكن لى معهم كلام او لا احب ان انظر فى وجههم و لكن كما تعرفون جيداً ان العشرة متهونش الا على ولاد الحرام و ربنا يكفينا شرهم.

و كما يقال من البعض ان جامعة عين شمس يخرج منها العظماء، عندما التحقت بها كان بها رئيس ابن حلال بعد عامين اصبح وزير التربية والتعليم و جميع اولياء الامور والطلاب دعوا عليه بعدد شعيرات اجسادهم و ليس شعر رأسهم فقط -  عشان تعرفوا بس احنا كنا مستحملين اد اية – و تركت الجامعة مع رئيس لم يلزق على الكرسى الا لمدة عام واحد مع القليل من الاشهر البسيطة فقط و اتذكر انها افتتح هذه المدة بحضور مسيرة صامتة تضامناً مع الاخوة الفلسطنيين. و بعد قيام الثورة ونجاحها واعتبره "مبارك" الجامعة، هناك مجهودات من الطلبة ان يرحل و ان توضع لائحة طلابية جديدة التى تعتبر كالدستور الجامعى ... الله معاكم ويقويكم على العظماء.

اخيراً ... الوداع يا جامعة عين شمس

الجمعة، 1 يوليو 2011

احترس! المسلسلات فيها هبل قاتل


تذكر متى اتكعبلت فى مسلسل كانت فكرته جديدة، متى شاهدت مسلسل مكتمل الجوانب فى ان تكون فكرة جديدة او قضية مجتمعية و فريق عمل جيد وممثلين قادرين على التقمص و ليس هناك سقاطات فى طريقك و انت ماشى؟ خلاص خلاص مش هتفتكر، متوجعش دماغك.

كِثر عدد المسسلات بلا فائدة، الاحداث واحدة ومتشابهة الى حد كبير و اللى ينقطك بقى يا جدع عندما يدور محور المسلسل فى اسرة او مجموعة من "كريمّة" المجتمع هؤلاء المواطنين الذين يحملون همّ طائراتهم الخاصة اذا كانت جاهزة للسفر الى باريس ام لا و متى هو موعد عرض الازياء عشان طنط سوسو عايزة تروح معانا وكأنهم يخرجون السنتهم لأعرض طبقة فى المجتمع الذين يشاهدون المسلسلات للتخفيف عن همومهم و لكن بتلك المشاهد يشعرون انهم خارج نطاق الحياة.

هل من الطبيعى ان يظهر ثمانون مسلسل فى نفس ذات الوقت و يوجد منهم حوالى خمسون متشابهين فى الافكار و الاحداث والممثلين انفسهم ويظهرون فى نفس الادوار والشخصيات؟ بالتأكيد الاجابة انه شيئ ليس طبيعى بالمرة، انه علامة من علامات الهبوط المفاجئ فى الابداع الفنى المتقوقع داخل نفسه. و عندما يظهر احدهم فى برنامج تليفزيونى لا يجرؤ ان يقول انى احب التميز والتنوع فى ادوارى لانه هيكون بيمثل علينا طبعاً و كم هو مبدع ان يمثل فى المسلسلات والبرامج ايضاً يا له من موهبة فذة.

فى عرض افكار او قضايا وطنية داخل المسلسل من دول تجد ان احساس الممثل مفتعل و كأن الوطن ليس وطنه لإن مثل هذه الأشياء لا تحتاج الى تقمص وتشنجات وتعبيرات وجه غير جادة و للاسف تلك الاحساس يوصل للمُشاهد و فى بعض الاحيان عندما يظهر وطنيته و حبه تجد فيها القليل من التمثيل و التقمص مثل ممثله المفضل ويلقى بالكلمتين من بتوع المسلسلات وشكراً.

تلك المسلسلات و افكارها المتشابهة و التى 80% منها مجرد احداث اجتماعية لا جديد فيها مثل ما تسمع من الممثلين و الممثلات فى الكواليس انه قبّل هذا الدور لان الورق مكتوب حلو جداً و عندما يخرج المسلسل من الفرن لا تجد فيه الجديد او ما هو "حلو" بالقدر الكافى لكى يبهرك و يجذبك لكى تشاهده. كان نتاج هذا الافتعال والهبل هو خروج بعض الممثلين بتصريحات قد تؤدى الى الشلل – و لو ربنا بيحبك يبقى اكيد هتضحك لحد يا قلبك يقف – فى قضايا لا يفهمون فيها ولا يفقهوا شيئاً ويقولون ان هذا رأيهم، اذاً قل رأيك فى بيتك وسط أهلك، لماذا تخرج تقوله على الملأ لذا فإن من حق اى مواطن آخر ان يخرج فى وسائل الاعلام و يقول رأيه ولا انت على راسك ريشة مثلاً.

و بالرغم من ان الجمهور هم اساس اى فنان اياً كان مجاله الا ان عندما وقعوا فى الفخ سارعوا فى "المعافرة" بإنتقاد الجماهير المُناقدة لهم و كأنهم جميعاً اعداء انفسهم لانهم يقضون على ما تبقى لهم من جماهير و صيت. فاحترس ان المسلسلات تحتوى على هبل قاتل واحياناً الافلام وقد يؤدى الى الوفاة او التخلف الاجتماعى. 



السبت، 18 يونيو 2011

اخـبـز رغـيـفـك


طالما عانى الكائن الحى المصرى من ازمات كثيرة ومتعددة لا حصر لها وكأن لم يكن هناك شيئ منفرج وابواب منفتحة في وجهه ابداً و من اهم هذه الازمات "طوابير العيش" والتى تقام اما مخابز عديدة متفرقة على مستوى جمهورية مصر العربية وهى تشبه الحفلات والمهرجانات فى احيان اخرى ولكنها من نوع خاص يحضرها كل افراد الاسرة وليس للمرح والترفيه ولكن لفعل خدعة خبيثة و هى ان كل فرد يأخذ الحد الاقصى المفترض وبذلك تحصل الاسرة على اكبر عدد ممكن من الخبر ... يا الهى من تلك الحيل الجهنمية!!

فى اثناء الثورة الينايرية تفاقمت الازمة و لم يكن هناك طوابير ولكنها ظهرت وكـأنها تلال من البشر يقفون فوق رؤوس بعضهم البعض يتسابقون فى ماراثون الخبز وذلك بسبب ان كان هناك حظر تجول مما جعل الناس يتفننوا فى "شفط" المنتجات و السلع الغذائية والعيش بأنواعه واشكاله ذلك من تارة ومن تارة اخرى هو ان مُلاك الافران كانوا يطلعون بسبوبة حلوة من خلال بيع الدقيق فى السوق السوداء او كان البلطجية "شيوخ المناطق والمنصر" يفرضون الاتاوات واصحاب الافران يمتنعون فتقوم حروب وتظهر الاسلحة. ولم يمر الكثير وبدأ رغيف الخبز فى الاختفاء حتى اصبح يشبه اللقمة ويأخذ منك رغيف ضريبة على العدد او على حسب من الممكن ان يأخذ رغيفين انت وحظك وسلامة نيتك.

بعد الثورة يلتقون بعض وسائل الاعلام واناس على اد حالهم فى بعض ايام "الجمعة" ذات الاسماء الرنانة واول شيئ يتكلمون عنه انهم لا يوجدون رغيف العيش يابنى وكأن النظام السابق كان مصدر القمح ولكن ما علينا. هناك جهود كبيرة لحل ازمة الخبز المتغلغلة منذ سنوات فى ارض مصر الاقتصادية والغذائية مثل ارتفاع سعر اردب القمح و شرائه من الفلاحين المصريين لتشجيعهم على زراعته بنفس مفتوحة وزيادة الرقعة الزراعية لزراعة هذا الدهب الاصفر واهب الحياة لبطون المصريين.

عندما انظر الى رغيف الخبز واسرح معه واحلم ان يكون اكبر من حجمه الحالى وان يكون خالى من التراب ونشارة الخشب و احيانا اعقاب السجائر التى ترسى فى "قعر" الرغيف وانت وحظك فما تعثر عليه فى هذا الخبز المُرزق وجائت ببالى فكرة اخبز رغيفك وهو ان يكون هناك ابونيه ويضاف على بطاقة التموين ولكن عند الاستلام لم يكن مخبوز وجاهز وسخن وحلو كده .. لا، وانما سوف تستلم "شوال" الدقيق وتأخذه على منزلك تفعل به ما شاءت وتخبزه بالمقاس المناسب لك بدون تعب وطوابير و هم ما يتلم.

و لكن – الحمدلله – قامت الدولة وبالاخص وزارة التضامن الاجتماعى بخطة دعم جديد نوفى يمكن ان تساعد فى حل الازمة ايضاً المهم ان نلغى الطوابير وازمات المخابز وحصص الدقيق، وبالرغم من ان شكل الطابور شيئ اساسى فى حياتنا اليومية لكننا حتى الآن لا نعرف ان نحافظ على شكله فى خط منتظم و مستقيم ولكننا نحب الفوضى والهيصة وان يعطى شكل الكوم ويجعل من ينظر اليه من بعيد يرتجف خوفاً ان يقترب، بالرغم انه لو اقترب سوف يرى الموضوع سهل وحلو ولطيف، ها يا بيه عايز بكام؟ وانتى يا مُزة يا ام ابتسامة حلوة عايزة كام رغيف؟

الأحد، 24 أبريل 2011

حدوتة الشتاء


استيقظت فى احدى ايام الشتاء القارس على هيصة و زيطة عندما علمت والدتى بأن انبوبة البوتجاز قد فرغت و ايضاً لم تستطع تحضير الافطار و خطرت ببالها فكرة جهنمية ألا و هى ان تنقل انبوبة السخان الى البوتجاز و اهو نصّرف نفسنا بالماء البارد افضل بكثير ان نظل بلا طعام.

بعد ان تناولنا الافطار، الغداء، و العشاء و الحمدلله الدنيا اخر حلاوة، فجأة ظهر غضب امى من جديد عندما فكرت ان تقوم بإحضار الحلبة الساخنة لتدفئة بطوننا المتكتكة من برودة الجو و قد وجدت ان الانبوبة الثانية قد فرغت هى الاخرى و كأنهم عاملين عليها روبطية.

ماذا تفعل تلك المسكينة و الساعة قد تجاوزت الحادية عشر و النصف مساءاً، لقد سلمت امرها لله و قُضيت الليلة و كلاً منا خلد الى النوم و اوصت ابى من النجمة ان يتنبه و يبحث عن مخرج لتلك الازمة الكامنة فى ان بيت يمتلئ بالبنى آدمين المحترمين خالى من غاز الانابيب و خاصة ان موزع انابيب المنطقة قد اصابه مكروه ومتغيب قرابة الاسبوع و اكثر.

فى صباح اليوم التالى غادر ابى الى اقرب مخزن للانابيب – اللى معرفش هو فين – و كانت هى الازمة الاكبر عندما تلقت امى مكالمة من زوجها الغائب تفيد انها لا تقلق عليه لان الطابور طويل و جايب اخر مدد الشوف. و لكن ماذا نفعل هنقضيها سندوتشات و لا تيك اواى و الى متى سوف ننتظر دورنا او حتى اذا جاء هل سوف تتواجد تلك الاسطوانة اللعينة ام لا، جلست فى بلكونة بيتنا فى منتهى البرود و فى عز البرد اتذكر اغنية فى احدى الافلام و هى "انبوبة بعتلها جواب، انبوبة ولا سألت فيا، انبوبة اية الاسباب؟ انبوبة ما تردى عليا!!"

فات من الوقت حوالى ساعتين ولا اخبار تأتى من اتجاه مخزن الاسطوانات و مازالت لا اعرف مكانه، جاء ببالى اخرج ثانية الى البلكونة اللى جابها لنا ابويا الغايب فى طابور الانابيب و اهو اى حاجة تيجى من ريحة الحبايب، و لكن كانت المفاجأة عندما وجدت زحام شديد و اصوات تتعالى و أناس من كل الاعمار و الاجناس – رجالة و ستات يعنى – و تشابك بالايدى احياناً والاحيان الاخرى تشابك بالالفاظ والالسنة الطويلة الزفرة و تسألت ما هذا؟ و يا خبر بفلوس بكرة يبقى ببلاش و لم يأتى "بكرة" و عرفت الخبر "ببلاش" بعد خمس دقائق انه ذلك الطابور الممتد من ناحية المخزن الى بيتنا و حتى الآن لا اعرف مكانه حتى الآن  و لكن من الواضح ان الحال تردى.

و ظل الحال كما هو عليه و اذا اردت ان تشترى دماغك من تلك الطابور عليك ان ترمى بياضك يا حلو و تدفع اضعاف اضعاف ما كنت تدفعه فى الظروف الطبيعية و ظلت الازمة تتفاقم يوم بعد يوم و لا احد يسأل و لم يرجع أبى من الطابور و لكننا كنا نعرف اخباره عبر وسائل الاعلام عندما كانوا يسجلوا معه بما انه علامة من علامات طابور مخزن الحى و يعرفه منه السير الذاتية لضحايا هذا الطابور اذا كانوا من المصابين او القتلى و ماذا حدث جعل الاحوال توصل لهذه الدرجة من العنف و قلة الصبر، و اخيراً بعد حوالى خمسة ايام انفرجت الازمة و رجع ابى بالانبوبة و بجانبه شخص غريب يحمل انبوبة ثانية و عاد سالماً الى المنزل و الحمدلله.

و عندما عاد ابى مرة اخرى الى المنزل اخذنا نتناقش فى مشروع قد تم عرضه منذ عام و هو ان سوف يتم ضم اسطوانات الغاز الى بطاقة التموين و تكون بكوبونات مثل ما كان الجاز قديماً ايام جدتى و كانت ايضاً هناك نفس المشكلة التى تحدث على الاسطوانات و فى نفس المواعيد المخصصة للمشكلة كل عام ... سبحان الله، و هل ان هذا المشروع وهذه الفكرة سوف تحل المشكلة أم انه مجرد وجع قلب جديد و اعباء عاملة نيو لوك و خلاص.

ملحوظة هذه القصة هى نتاج الخيال المريض الذى يتمتع به الكاتب -  اللى هو انا يعنى و بكل فخر – لأن الغاز فى بيتنا منذ حوالى سبعة عشر عام و فى الحى عموماً ولا نعانى و لله الحمد من هذه المشكلة و لكن هناك مناطق اخرى و محافظات اخرى يعانون من هذه الازمة كل عام فى بداية الشتاء و كأنها مناسبة وطنية وعادة سنوية و زادت انها ظهرت فى اواخر الشتاء ايضاً.

فى نهاية هذا الخيال الفضفاض احب ان اعرض اخر ما فيه، هو اننى احلم بأن يستفيد هؤلاء المواطنين من غاز هذه الارض الذى يخرج للآخريين و يتمتعون بيه و هنا اطفال لم يعثروا على الدفئ فى ليالى الشتاء بسبب مصالح شخصية قبل ان تكون وطنية او دبلوماسية و ان خلال ثلاث سنوات يكون قد وصل الغاز الطبيعى الى الاغلبية من الذين يعانون من ازمة الاسطوانات سنوياً مع التسهيل لهؤلاء فى السداد و تقليل نسبة الفوائد فى التقسيط ولا اتخيل ان هذا شيئ مستحيل او صعب تحقيقه و حتى يتحقق هذا الحلم ارجو من العاملين على عربات نقل الاسطوانات من المصانع او من المصدر الى المخازن الفرعية ان تتوخى الحذر فى التعامل مع الاسطوانات و عدم معاملتها على انها كرة شراب او كرة سلة و يجب معرفة قدر تلك القنبلة عندما تصطدم بالارض. و احب اقول لبابا ارجع بقى من الطابور ده انا كنت بجرب نفسى فى كتابة القصص القصيرة.

الأربعاء، 20 أبريل 2011

زحــمة يا شارعنا زحـــمة


كان ياما كان فى سالف العصر و الاوان و حتى الآن كان هناك كوكب فى الفضاء اسمه الارض و كان فيه عدة قارات تحتوى على عدد لا بئس به من الدول، و من تلك الدول كان هناك دولة حلوة ومُزة اسمها مصر و لم يكن حب هذه البلد مقتصر على ابنها فقط و لكن هناك العديد من الجنسيات يذوبوا عشقاً فى هذه الحلوة ويأتوا قاطعين الطريق جواً او براً او بحراً بالساعات لرؤيتها.

ولأنها حلوة فكانت ولاّدة، وايضاً غنية فعندما تولد المزيد لم يكن تُسعينا وسائل المواصلات للانتقال من ذراع لذراع او قدم ماما مصر لذراعها فعندما كان احدهم ربنا يفتحها عليه كان يشترى سيارة كاش او بالتقسيط المأنتخ المرّيح و اهو خير ربنا كتير و ربنا يزيد و يبارك.
وعندما كانت تزيد السيارات تقل اماكن تخزينها حين المنفعة – ساحات الانتظار يعنى- وتصبح السيارات فى الشوارع متكدسة على الجانبيين بالصفين مثل المصريين عندما يقفوا فى طابور العيش. و لكن ما باليد حيلة عندما تكون ساحات الانتظار المدفوعة و المجانية مملؤة على عينها.

و لا صوت يعلو فوق صوت الكلكسات فى مصر التى تملك القدرة على خرق طبلة اذنك وتخلصك من دوشة طبلتك – الكلكسات طبعا مش مصر اكيد يعنى -، و ما احلى خناقة ميكروباصية صباحية على من عليه الدور فى الاقلاع والطيران فوق السيارات الراكدة فى حارات الطرقات الفوضوية، و ما احلى الفوضى التى هى جزء مننا و فى شوارعنا فى اى مكان و على ارض اى محافظة فى طول مصر و عرضها.

و عندما كانت تشتكى مصر من الزحمة و خنقة المرور و التى ايضاً لها مواسم فى زروتها مثل رمضان هذا الشهر الكريم حتى فى الازدحام و اختبار الصبر و انت جالس فى سيارتك امام عجلة القيادة -  الدريكسيون يعنى – الذى يتيح لك تفريغ طاقات الغضب و الاعتراض عليه مع الضغط على آلة التنبيه حبة كده من نفسك اهو تسلى صيامك، لم يكن هناك حل غير الكثير من الكبارى التى يمكن تؤدى الى القليل من المتاعب التى بالتأكيد سوف تنضم الى اخواتها من المشاكل من قبل ويكونوا مشاكل عصيبة فى الجهاز العصبى المرورى المصرى وخاصة القاهرى.

عندما قامت الثورة و احتدت الاحداث و اشتعلت و تم تطبيق حظر التجول و قلّت السيارات و اختفت ازمة الزحام، كم تألمت عندما وجدت شوارع المحروسة لم تعانى من الزحام و تعانى من برد الشتاء الكامن فى قلة السيارات و الميكروباصات و الخلافات و كأن اصابتها علة و لكن لم يفت قليلاً إلا و عادت الحياة من جديد للشارع و السيارات بجميع انواعها و اشكالها و صحتها و روائحها الخنيقة القريبة الى قلوبنا و التى تعودنا عليها جميعا و ان اكاد اجزم بأننا قد ادمنّها مثل الاجسام الصغيرة العائمة الطائرة فى المياه تماماً و فرحت عندما سمعت آلة التنبيه تصرخ عالياً من سيارة أجرة لان سائقها واقف فى طابور صنعته سيارة آخرى يسأل قائدها عن الطريق و عندما حرك عجلاته سارع بملاحقاته و اهدائه بعض الالفاظ و الكلمات الجارحة، فإبتسمت و ادركت وقتها اننا فى مصر و انها لسه بخير.

و لكن لا تقلقى يا امى سوف يتم التغيير و سوف نقوم بالترتيب و التنظيم و تغيير الصورة السيئة و المركز الاول الذى نتصدره فى حوادث الطرق و الانتباه جيداً الى كل من لديه فكرة او مشروع تساعدنا فى القضاء على هذه المشكلة اليومية الحياتية بالنسبة لنا و التخلى عن الفوضوية التى اصبحت روتيناً طبيعياً صباح كل يوم و تبقى مصر حلوة مُزة منورة فى كوكب الارض الذى يقع فى احدى مجرات الفضاء الواسع الرهيب و توتة توتة فرغت الحدوتة و اكيد حلوة و احياناً ممكن تكون ملتوتة بس مش اوى يعنى.

السبت، 16 أبريل 2011

لم يـكن أب و لـكنه زوج أم


ما احلى ان نبقى على اعراف اجدادنا المصريين القدماء فى التعامل مع فراعينهم عندما كانوا يعتبروا الفرعون هو مجسد الاله على الارض و اذا كان طيب و ابن حلال بعد وفاته يمكن ان يصبح آله و له معبد ومركز عبادة لاننا شعب اصيل وغير ناكر للجِميل عكس القطط عندما تأكل وتنكر. وعندما كان الفرعون يكون غير مالك للشريعة الكاملة كان يتزوج من شقيقته ويصرف نفسه لكى تكتمل شرعيته او يألف له قصة خيالية - و نحن نحب ان نستمع لمثل هذه القصص و ننام - حتى يستطيع الوصول الى العرش ويداهم الكراسى.

وظل الشعب المصرى طيب ومسالم لا ينطق الا بعد ان يفيض به الكيل و بعد ان ييأس هو و من يلاحظه ويستعجبون على حاله المُستكين ولا يعرفوا انه السكون الذى يسبق العاصفة و اننا منذ فجر التاريخ نطبق نظرية "اتق شر الحليم اذا غضب" و لكن لا احد يعطى اهتمام و يندم فى الاخر لان يا ويله يا سواد ليله من لا يلق اهتمام لهذه النار التى تلتهم كل ما هو "قابل للحرق."

ولكن عندما نريد ان نواكب العصر ونتخلى عن عاداتنا وتقاليدنا فى التعامل مع الحاكم لابد و ان ننسى كلمة "أب" من القاموس وتنظر له نظرة اخرى غير انه كبيرنا وعلينا احترامه وطأطأة رؤوسنا فى الارض عندما نتكلم معه و انه لديه الكثير من الصالحيات تعطيه الحق ان يضربنا على "قفانا" ونقوله كمان يا ابا.

الأب الكبير الذى وضع نفسه مكان الأب الحقيقى اذا كان موجود او توفاه الله بسبب طبيعى او لاسباب مرضية مثل الفشل الكلوى، اى نوع من انواع السرطان، او بالكبد، او تم رميه على احدى ارصفة المستشفيات الحكومية لانه لا يمتلك صرة الدنانير الكافية ولا كنوز على بابا لكى يكمل علاجه او اذا تعرض للوفاة بسبب شائع حدوثه و هو حادث طريق -  و انه شيئ طبيعى جداً ان اى شخص يتعرض له مثل دور البرد - و لانه كان السبب فى هذا الفراغ فكان دائماً يجب ان يكون حُنين علينا – بضم الحاء – لسد الفراغ الابوى لدينا. انه ذلك الرجل الديمقراطى الذى ظل ثلاثون عاماً لاصقاً بالكرسى برغبة الشعب وعندما يطلب منه احد ابنائه المواطنون اى شيئ يلبى طلبه فوراً بالطناش ويطبق نظرية "موت يا حمار" – مع احترامى الشديد للمواطن اليتيم و الحمار – عندما تحدث مصيبة يسارع ويصف نفسه بالأب الروحى و لان هناك من الشعب من هم فى سنه فيصف نفسه بأنه اخوهم يعنى بالذوق بالعافية قرايب و انه سوف يضرب الوحشيين و يقسو على الناس الكُخة.

يا ترى يا هل ترى كانت كلمة "أب" حقيقة ام مجرد كلام، كان فى الاول افعال و لكن بعد ذلك اصبح الدور ماسخ بلا طعم فقام بتغيير الدور و بدلاً من ان يكون أب اصبح زوج أم والمعاملة اصبحت قاسية وهناك ضرب وتعذيب واللى مش عاجبه يشرب من البحر او يغرق فيه – عادى- و يخطط للوقيعة بين الاخوة واشعال نار الكراهية بينهم، و يأخذ المصروف من الخارج ويأخذه فى جيبه و اذا فكر ان يعطيه لاولاده يكون بالتنقيط و منين و كان على عينى.

مثل الافلام العربى القديمة عندما البنت او الولد يتذمروا من زوج الام وتبدأ  المعاملة السيئة والسئم من الحال المايل يقوم هو بالسهوكة و اثارة مشاعر الام و اظهار البنت او الولد بأنهم "قليلي الادب" ولا يقّدروا دور ذلك الرجل فى حياتهما و كم هو مُضحى اكثر من الوالد نفسه وهذا الفيلم الابيض والاسود وبسيناريو مشابه قد عشنا حوالى خمسة عشر عام فى ظل احضان زوج ام قاسى، هاتك للعرض، سارق للحق، ديكتاتور فى رأيه و لكنه يحاول ارتداء وجه الاب الحنون حتى آخر لحظة وهذا ما يكشف كم هو بارع وموهوب ومكانه فى المسرح وليس على كرسى الرئاسة كما كان يجلس.

بشرى سارة لكل من يعانون من الحرمان الابوى او الزوج الامى انه قريباً جداً سوف يتم الاعلان عن الحزب الابوى الطبطباوى و ذلك لسد الفراغ العاطفى لدى المواطنين الغلابة ومساعدتهم فى معرفة الفرق بين دور الاب والحاكم وايضاً مشاهدة الفرق بين الاب و زوج الام واحياناً زوج الجدة و مما يجعل هذا الشخص اشد قسوة، واخيراً هذا الكلام تعبير عن من مسك القلم وطلعت عينه فى التأليف والابتكار ولأننا فى بلد ديمقراطى ادعو من لا يعجبه كلامى ان لا يعلق لان زوج ام المصريين كلهم محبوس على ذمة التحقيق ونظراً لانشغاله فى نهب الدولة لم يعطينى القدر الكافى من التربية والتوعية الديمقراطية و احذّر ان اى شخص سوف يخالفنى فى الرأى سوف اتطاول عليه بألفاظ نابية لغاية ما بابا يطلع من السجن ويعيد تربيتى من جديد ويعلمنى ثقافة الاختلاف فى الرأى اذا كان يعرفها من اساسه.

الجمعة، 8 أبريل 2011

الحب فوق هضبة الانترنت


كما تعودنا ان نسمع عن الفوائد العامة للشبكة العنكبوتية او ما تعُرف بالانترنت واسم الله عليها تطورت واصبحت "نت" بما اننا فى عصر السرعة ولا يمكن ان نضيع وقتنا فى نطق الكلمة كاملة والكلام الفاضى ده، الفوائد المعروفة هى المعرفة والبحث عن المعلومات والاطلاع على كل ما هو جديد ومفيد ولا يعرف "آدم واتكنس" مكتشف الانترنت - الله يرحمه ويسامحه بقى - انه سوف يتم تفصيل اهداف اخرى على مقاس المستخدمين واهوائهم.

فى بداية الوباء المعروف بـ "الشات" والتعارف على خلق الله والكلام الكبير ده كان هناك منتديات تُنشئ غرف للدردشة وبدأت من هنا الانطلاقة ان يتعرف الشاب على "مزة" اجنبية ويبدأ بالتباهى وسط اصدقائه وقد مرت الدردشة والتعارف بمراحل منها ان يتعرف الشاب على فتاة من بلده ويبدأ الطرفين بتجميل صورهم والكذب فى وصف اشكالهم وحالاتهم الاجتماعية بما ان محدش شايف حاجة.

انتبهى ايتها الفتاة قد يقوم حبيبك الالكترونى بوضع فخاً متيناً لحضرتك وهو ان يُنشئ ايميل آخر بإسم وهمى ويقوم باضافتك لكى يختبر نسبة اخلاصك له الذى بتأكد سوف ترسبى فيه بإمتياز فى حالة التمثيل وتضييع الوقت او حتى لو كان الحب حقيقى وهذه طبيعة بشرية ولو حتى فعلت الفتاة فى حبيبها مش فارقة كتير.

"عندك كاميرا؟" هذا السؤال الدرامى الذى تلعب به التوعية الاعلامية الساذجة وخلى بالكم من عيالكم، الكاميرا والانترنت وحش يلتهم المراهقين عندما تقوم البنت بعرض مفاتنها ويقع المحظور ويضع الوالدين ايديهم على خدهم وياريتنا ما كنا جبنا وصلة النت من عند الجيران.
فى ظل ظهور ماهو اسوأ من الهيروين والكوكايين المسمى بالفيسبوك المسمى بالشبكة الاجتماعية لتقريب الناس لبعضها البعض ولمّ الشمل من جديد هناك ايضاً ظهور تطورات فى كل ما سبق ذكره بما انه من الممكن ان تضع صورك و لا يوجد مانع من اضافة المؤثرات والتحابيش والاغراء للايقاع بفريسة من الجنس الاخر.

وهناك ما هو يفقع المرارة من اسماء مستعارة عندما اتاح كتابة الاسماء باللغة العربية، قد تجد امير الرومانسية، ملك الاحزان، اسير الاسفلت وحبيبة امها يا خواتى بحبها واسماء لها العجب. ويتم جذب البنات عن طريق نشر الصور وكتابة الاشعار والعزف على اوتار الرومانسية المفقودة فى قلوب التافهيين امثالهم ويبقى الحب يجلس مأنتخ على هضبة الانترنت فى ظل عصرنا غريب الاطوار.

الاثنين، 4 أبريل 2011

من لا يملك قوت يومه!!


"من لا يملك قوت يومه، لا يملك حريته." هذه المقولة كنت اسمعها منذ نعومة اظافرى عند تناولى الافطار وتجهيز حالى للرحيل الى المدرسة ومشاهدة صباح الخير يا مصر وخاصة الفقرة الزراعية "عايزناها تبقى خضرا الارض اللى فى الصحرا ونقدمها لمصر هدية حاجة جميلة ومعتبرة." ويظهر قائم هذا المشروع العظيم ويأتون بيه وهو ينظر الى الارض الصحراوية والمستقبل الباهر المنتظر لهذا المكان – منظر يقطع القلب – والمشروع باظ والحمدلله ومصر مخدتش حاجة ومحدش قدملها حاجة غير وجع القلب والمرمطة.

ترددت هذه المقولة سنوات طويلة ولكنها توقفت فجأة منذ بضع سنوات لانها تنبه من هو لا يملك قوت يومه انه مسلوب الارادة والحرية وكأنه عايش طول الايام مش واخد باله. وصاحب هذه المقولة هو الرئيس السابق محمد حسنى مبارك وارى ان هذه المقولة من اهم انجازاته لانها تحمل معانى كثيرة وسامية تلخصت فى عدة كلمات.

لكن نريد احد ان يخرج ويقول لنا "من يملك مال زى الرز، ماذا سيفعل به؟" وماهى نهاية المليارات والسرقة والنهب والسياسة العظيمة اكبش وخد وبجّح وكأن شيئ لم يكن وكأنك برئ كلما زادت البجاحة ووسعت حدقة العين كلما زاد الصدق وعرفنا انه شريف ولم يفعل شيئ.
ومن الواضح ايضاً ان نهب الاموال اصرفهم عن مشاهدة مسلسلات رمضان وان يسمعوا ان اللى أكل الحرام لازم يخاف ويبطل بجاحة بقى ولكن من الواضح انهم كانوا مشغولين فى عد الفلوس على السبحة، الله يعينهم ويقويهم.

ومثلما كان احدى المسئولين الكبار – ربنا يفك سجنه – يارب لا ان شاء الله، يقول ويصرح وهو يتهته بعد ان نجحت ثورة تونس والذى كان يعرض اول ايام الثورة المصرية، اننا لم نخف ان الخطائين وحدهم هم الذين يخافون ويتراجعون، اسم الله عليه تدّب فى عينه رصاصة مطاطى حلوة وياريت لو حية يبقى احسن، فعلاً اللى اختشوا ماتوا.

والذى لا قوت له وسُلبت حريته، قام وصاح بأعلى الاصوات وخرج عن قيده وطالب بالحرية ونالها لانها من حقه لان لا يضيع حق وراءه مُطالب وليس من حق اى احد اياً كان من و هو او اياً كانت سلطته ان يسلبه اياها وبعد رجوع الحرية بالسلامة سوف يتم استرداد قوت الايام الماضية الذى تم سرقته ونهبته فى كروش الكثير من الحرامية بل ووسائل ترفيه ايضاً سوف تكون متاحة لمحدودى الدخل.

الثلاثاء، 29 مارس 2011

فى بيتنا فيس بوك


منذ عدة سنوات كنت ارغب ان اكتب ما يدور فى ذهنى من افكار واحداث وكلام محشور فى زورى تحت هذا العنوان "فى بيتنا فيس بوك" ولكن لم يمّكننى القدر من ذلك وكأن مكتوب لهذه المقالة ان تُكتب بعد مرور حوالى اربع سنوات وانت تُغير ملامحها وتزوّد عدد كلماتها.

عندما فكرت فى هذا العنوان منذ سنوات مضت كان سبب انى انشأت "اكونت" على الفيس بوك فى بداية ظهوره وسط ترقب شديد من الاهل على ابنائهم ودخولهم على النت وخوفهم من الانسياق وراء الموجة وفعل الفواحش والعياذ بالله واستخدام هذا الشيئ العجيب.

عند اول تعاملى مع الفيس بوك كنت اضيف اللى اعرفه واللى معرفوش والاهم من كل ذلك انى لا اضع صورتى لكى لا اتعّرض الى الجحيم وبئس المصير واذا دخل احدهم غرفتى اسرع واُغير الصفحة لكى لا يعرف احد انى مشتركة على موقع -  المسخرة – هذا.

وعندما كان يُسمع عن مصائب النت وخاصة الفيس بوك واسمع النصائع والتوعية بجملة "اوعى تدخلى عليه" اقوم برسم وجة المسّكنة والبراءة واقول "لا طبعا ادخل على اية هو انا فاضية للكلام ده، انا قاعدة اذاكر". و كان استخدام الفيس بوك وصمة عار فى وجهة نظر الكثير و يرى المجتمع والاكبر سناً ان استخدام الفيس بوك نوع من انواع التفاهة وتضييع الوقت واذا قام احد من فئة عمرية اكبر بالاشتراك؛ يا ويله يا سواد ليله من التريقة ولكن هذا حال المجتمع، نرميه يعنى؟

اختلفت نظرة الاهل والمجتمع للشباب مستخدمى الفيس بوك من الاستهتار والهزل الى الاحترام الشديد بعد ان اندلعت الثورة من احدى جدران الفيس بوك وكان هو شرارة نيرانها الاولى والحمدلله تمت على خير واصلحنا صورتنا امام مجتمعنا اولاً وامام العالم بأجمعه ثانياً.

واضيف الى الفيس بوك شريك اخر وهو تويتر الذى كان عدد مستخدمينه فى مصر ليست بالعدد الكبير مثل الفيس بوك ولكن قامت الحكومة بتقديم له اضخم واكبر دعاية اعلانية عن طريق حجبه فى ثانى ايام الثورة وقام الكثير بالتهافت عليه ومن كان لديه اكونت ولم يستخدمه قام بفتحه وازالة التراب من عليه واستخدامه وتفعيل سياسة "الممنوع مرغوب" واصبح مزدحم جداً.

واصبح الفيس بوك الآن هو اقوى اداة تواصل للشباب وجعل مصر ان تكون اول دولة يُنشئ جيشها صفحة خاصة بيه ويُغير منها العوازل ولرئاسة الوزارة والانتخابات وما الى ذلك. وهناك افكار واقتراحات ان تقوم الانتخابات القادمة عليه كما كان السبب فى انتهاء العهد القديم واصبح هو لغة الشباب واصبح الاهل يشجعوا اولادهم للاشتراك عليه وان يقولوا رأيهم ويكونوا ايجابيين، بركاتك يا فيس بوك.