السبت، 16 أبريل 2011

لم يـكن أب و لـكنه زوج أم


ما احلى ان نبقى على اعراف اجدادنا المصريين القدماء فى التعامل مع فراعينهم عندما كانوا يعتبروا الفرعون هو مجسد الاله على الارض و اذا كان طيب و ابن حلال بعد وفاته يمكن ان يصبح آله و له معبد ومركز عبادة لاننا شعب اصيل وغير ناكر للجِميل عكس القطط عندما تأكل وتنكر. وعندما كان الفرعون يكون غير مالك للشريعة الكاملة كان يتزوج من شقيقته ويصرف نفسه لكى تكتمل شرعيته او يألف له قصة خيالية - و نحن نحب ان نستمع لمثل هذه القصص و ننام - حتى يستطيع الوصول الى العرش ويداهم الكراسى.

وظل الشعب المصرى طيب ومسالم لا ينطق الا بعد ان يفيض به الكيل و بعد ان ييأس هو و من يلاحظه ويستعجبون على حاله المُستكين ولا يعرفوا انه السكون الذى يسبق العاصفة و اننا منذ فجر التاريخ نطبق نظرية "اتق شر الحليم اذا غضب" و لكن لا احد يعطى اهتمام و يندم فى الاخر لان يا ويله يا سواد ليله من لا يلق اهتمام لهذه النار التى تلتهم كل ما هو "قابل للحرق."

ولكن عندما نريد ان نواكب العصر ونتخلى عن عاداتنا وتقاليدنا فى التعامل مع الحاكم لابد و ان ننسى كلمة "أب" من القاموس وتنظر له نظرة اخرى غير انه كبيرنا وعلينا احترامه وطأطأة رؤوسنا فى الارض عندما نتكلم معه و انه لديه الكثير من الصالحيات تعطيه الحق ان يضربنا على "قفانا" ونقوله كمان يا ابا.

الأب الكبير الذى وضع نفسه مكان الأب الحقيقى اذا كان موجود او توفاه الله بسبب طبيعى او لاسباب مرضية مثل الفشل الكلوى، اى نوع من انواع السرطان، او بالكبد، او تم رميه على احدى ارصفة المستشفيات الحكومية لانه لا يمتلك صرة الدنانير الكافية ولا كنوز على بابا لكى يكمل علاجه او اذا تعرض للوفاة بسبب شائع حدوثه و هو حادث طريق -  و انه شيئ طبيعى جداً ان اى شخص يتعرض له مثل دور البرد - و لانه كان السبب فى هذا الفراغ فكان دائماً يجب ان يكون حُنين علينا – بضم الحاء – لسد الفراغ الابوى لدينا. انه ذلك الرجل الديمقراطى الذى ظل ثلاثون عاماً لاصقاً بالكرسى برغبة الشعب وعندما يطلب منه احد ابنائه المواطنون اى شيئ يلبى طلبه فوراً بالطناش ويطبق نظرية "موت يا حمار" – مع احترامى الشديد للمواطن اليتيم و الحمار – عندما تحدث مصيبة يسارع ويصف نفسه بالأب الروحى و لان هناك من الشعب من هم فى سنه فيصف نفسه بأنه اخوهم يعنى بالذوق بالعافية قرايب و انه سوف يضرب الوحشيين و يقسو على الناس الكُخة.

يا ترى يا هل ترى كانت كلمة "أب" حقيقة ام مجرد كلام، كان فى الاول افعال و لكن بعد ذلك اصبح الدور ماسخ بلا طعم فقام بتغيير الدور و بدلاً من ان يكون أب اصبح زوج أم والمعاملة اصبحت قاسية وهناك ضرب وتعذيب واللى مش عاجبه يشرب من البحر او يغرق فيه – عادى- و يخطط للوقيعة بين الاخوة واشعال نار الكراهية بينهم، و يأخذ المصروف من الخارج ويأخذه فى جيبه و اذا فكر ان يعطيه لاولاده يكون بالتنقيط و منين و كان على عينى.

مثل الافلام العربى القديمة عندما البنت او الولد يتذمروا من زوج الام وتبدأ  المعاملة السيئة والسئم من الحال المايل يقوم هو بالسهوكة و اثارة مشاعر الام و اظهار البنت او الولد بأنهم "قليلي الادب" ولا يقّدروا دور ذلك الرجل فى حياتهما و كم هو مُضحى اكثر من الوالد نفسه وهذا الفيلم الابيض والاسود وبسيناريو مشابه قد عشنا حوالى خمسة عشر عام فى ظل احضان زوج ام قاسى، هاتك للعرض، سارق للحق، ديكتاتور فى رأيه و لكنه يحاول ارتداء وجه الاب الحنون حتى آخر لحظة وهذا ما يكشف كم هو بارع وموهوب ومكانه فى المسرح وليس على كرسى الرئاسة كما كان يجلس.

بشرى سارة لكل من يعانون من الحرمان الابوى او الزوج الامى انه قريباً جداً سوف يتم الاعلان عن الحزب الابوى الطبطباوى و ذلك لسد الفراغ العاطفى لدى المواطنين الغلابة ومساعدتهم فى معرفة الفرق بين دور الاب والحاكم وايضاً مشاهدة الفرق بين الاب و زوج الام واحياناً زوج الجدة و مما يجعل هذا الشخص اشد قسوة، واخيراً هذا الكلام تعبير عن من مسك القلم وطلعت عينه فى التأليف والابتكار ولأننا فى بلد ديمقراطى ادعو من لا يعجبه كلامى ان لا يعلق لان زوج ام المصريين كلهم محبوس على ذمة التحقيق ونظراً لانشغاله فى نهب الدولة لم يعطينى القدر الكافى من التربية والتوعية الديمقراطية و احذّر ان اى شخص سوف يخالفنى فى الرأى سوف اتطاول عليه بألفاظ نابية لغاية ما بابا يطلع من السجن ويعيد تربيتى من جديد ويعلمنى ثقافة الاختلاف فى الرأى اذا كان يعرفها من اساسه.

0 comments: